أسوار إسطنبول.. شاهد على عراقة المدينة على مر العصور

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 29.05.2017 00:00
آخر تحديث في 29.05.2017 19:23
أسوار إسطنبول.. شاهد على عراقة المدينة على مر العصور

تحمل أسوار إسطنبول التاريخية آثار العديد من الأحداث الكبرى التي مرت بها، وعلى رأسها فتح المدينة على يد السلطان العثماني محمد الفاتح في مثل هذا اليوم 29 مايو/ أيار عام 1453.

وتعد أسوار إسطنبول من أطول الأسوار التاريخية في العالم، إذ يبلغ طولها حوالي 23 كيلومترا، تمتد 6 كيلومترات منها على طول ساحل خليج القرن الذهبي، و9 كيلومترات على ساحل بحر مرمرة، و8 كيلومترات تمتد على الحدود البرية للمدينة القديمة.

كان السور الأول الذي تم بناؤه يحيط فقط بالتلة التي يوجد عليها قصر "طوب كابيه"، والتي كانت تضم النواة الأولى للمدينة، ثم توسعت الأسوار تدريجيا وبدأت تأخذ شكلها الحالي عام 439 للميلاد في عهد الإمبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الثاني ثم شهدت تلك الأسوار العديد من الإضافات على مر الزمن.

يتكون السور الممتد على الحدود البرية للمدينة من سورين داخلي وخارجي، بينهما خندق، وكان يضم 96 برجا، لم يصمد معظمها إلى وقتنا الحالي، في حين يتكون جزئا السور الممتدان على ساحل الخليج وساحل مرمرة من سور واحد، ويضم سور مرمرة 10 أبراج، وسور الخليج 94 برجا.

ونتيجة لإحاطتها بالأسوار من جميع الجوانب، كان الدخول إلى إسطنبول القديمة يتم فقط عبر 50 بوابة على طول الأسوار، بقي عدد منها إلى يومنا الحالي بينها بوابة طوب كابيه، وإدرنة كابيه، وتشاتلادي كابيه، وكوم كابيه، ويني كابيه (علماً أن كلمة "كابيه" تعني باب).

وعلى الرغم من تعرض إسطنبول للحصار مرات عديدة على مدار تاريخها، لم يتم فتحها إلا على يد السلطان العثماني محمد الفاتح عام 1453، وكانت الأسوار المتينة للمدينة السبب وراء صمودها لقرون.

وقال رئيس مركز الدراسات الثقافية والتاريخية لمدينة إسطنبول، سليمان فاروق، في حوار مع الأناضول، إن الأسوار لعبت دائما دورا هاما في حياة المدينة، وكانت كافة فعاليات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمدينة تجرى داخل حدودها.

وأوضح فاروق أنه على الرغم من توسع إسطنبول خارج الأسوار بعد الفتح، بقيت المدينة القديمة داخل الأسوار مركزا لمختلف أنشطة المدينة، مضيفا أن أبواب المدينة ظلت تغلق بعد أذان المغرب وتفتح بعد أذان الفجر، حتى منتصف القرن التاسع عشر.