قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، إن بعض الدول النفطية أدركت أنه لا يمكن منع التحول للطاقة النظيفة، وبدأت تسعى لوضع خارطة طريق تناسب هذا التحول..
وارتفعت وتيرة التبني العالمي لمصادر الطاقة المتجددة، حتى من جانب الدول النفطية، كالسعودية والإمارات على سبيل المثال، سعيا لتحقيق الحياد الكربوني.
وتم تكريم بيرول، الإثنين الماضي، بجائزة الإنجاز مدى الحياة في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2021" على جهوده في إنجاح التحول إلى الطاقة النظيفة.
وفي حديث مع الأناضول على هامش حفل تسليم جوائز المؤتمر، أشار بيرول إلى أن بعض الدول المنتجة للنفط تتصرف بحذر فيما يخص اتخاذ خطوات في سبيل مكافحة التغير المناخي أو لا ترغب في التحرك.
"لكن دول أخرى، أدركت أن التحول للطاقة النظيفة أمر لا مفر منه، وتقبلت هذه الحقيقة، وبدأت في العمل على توجيه اقتصادها في هذا الإطار".
وخلال وقت سابق من الأسبوع الجاري، انتقد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، دولا كبرى "تدعي أنها تحارب التغير المناخي بخفض الانبعاثات.. لكن ذلك غير مطبق في الواقع لديها".
** التغير المناخي
وأشار بيرول إلى أن بعض الدول، أدركت حقيقة التغير في التزود بالطاقة إلى المصادر المتجددة.. "وبدأت تسعى لتنويع مصادر الدخل لديها".
وتابع: "دول مثل الإمارات وقطر وسلطنة عمان والعراق، تتابع آخر التطورات، وتحاول الانتقال إلى التقنيات الجديدة مثل التقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون، والهيدروجين والأمونيا".
وزاد: "دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بدأت تشعر بآثار الاحتباس الحراري أكثر من قبل، وأن المنطقة تعيش الآن أشد جفاف منذ 900 عام.. ولذلك ينبغي عليها التحول السريع من الوقود الأحفوري إلى مصادر طاقة بديلة".
"بينما قيام الدول الغنية بالموارد، بتغيرات جذرية في اقتصاداتها بخصوص التحول للطاقة النظيفة، أصبح أمرا حتميا أكثر من أي وقت مضى".
وستعد وكالة الطاقة الدولية خارطة طريق مع دولة الإمارات، بخصوص تحولها إلى الطاقة النظيفة حتى عام 2050.. "سنعمل على الموضوع نفسه مع عمان والعراق ومصر".
وأكد على ضرورة توجيه التمويل بشكل كافي إلى التحول إلى الطاقة النظيفة، في الدول التي يعتمد دخلها على الوقود الأحفوري، وعلى ضرورة وجود إرادة سياسية، واستراتيجية واضحة لتحقيق ذلك.
الدورة السابعة والعشرون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) ستعقد في مصر, بينما ستعقد الدورة الثامنة والعشرين في الإمارات.
** استثمارات ضخمة
وتشكل عائدات النفط والغاز الطبيعي نحو 89 بالمئة من الاقتصاد العراقي بينما تقدر هذه النسبة 72 بالمئة في ليبيا والبحرين، و69 بالمئة في السعودية و67 بالمئة في الكويت و52 بالمئة في الإمارات.
وطبقاً لمعطيات وكالة الطاقة الدولية، فإن استثمارات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا في الدول المنتجة للنفط بمنطقة الشرق الأوسط تصل إلى 16 مليار دولار سنوياً.
ويشكل هذا الرقم 2 بالمئة فقط من حجم الاستثمارات العالمية، في حين تبلغ حصة هذه الدول من الطلب العالمي في قطاع الطاقة حوالي 5 بالمئة.
وتحتاج الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط إلى القيام باستثمارات بـ130 مليار دولار سنويا من أجل التحول للطاقة النظيفة حتى عام 2030 في حين يقدر هذا الرقم بـ295 مليار دولار سنوياً للفترة من 2030 إلى 2050.