انتهت قمة مجموعة العشرين التي تابعها العالم بأسره عن كثب. يمكننا القول إن نتائج هذه القمة، والمحادثات المتعلقة بتركيا، جاءت مؤمّلة للغاية. كان أحد أهم المكاسب الرئيسية هو تعزيز التعاون التجاري بين تركيا وسوق الصين العملاقة. ومن المتوقع أن يصل حجم التجارة بين تركيا والصين إلى 50 مليار دولار على المدى المنظور، و100 مليار دولار على المدى الطويل. مقال الرئيس رجب طيب أردوغان الذي حمل عنوان "تركيا والصين رؤية تشاركية للمستقبل" الذي نشر في "غلوبال تايمز" وهي جريدة يومية صينية تركز على القضايا الدولية، قد شرح بإيجاز أهمية التعاون بين البلدين: "دعونا نتذكر أن الاستثمارات في تركيا ستكون بمثابة التزام للاقتصاد السادس عشر الأكبر في العالم، الذي يقوم على 82 مليون مواطن شاب ومتفاعل وكذلك على أرض أمتنا، مع 1.6 مليار نسمة وناتج محلي إجمالي يقدر بـ 24 تريليون دولار. والأهم من ذلك أن الاستثمار في تركيا هو استثمار في مبادرة "الحزام والطريق" وحلمنا في بناء المستقبل معا".
نتائج محادثات أردوغان مع دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، وهي قوة عظمى أخرى عضوة في مجموعة العشرين، جاءت إيجابية أيضاً.
ويمكن القول إن التوتر الذي نشأ بين البلدين بسبب شراء تركيا العضوة في الناتو، نظام الدفاع الجوي الروسي إس-400، قد تم التغلب عليه إلى حد كبير.
الملاحظات التالية التي أدلى بها ترامب، تشير إلى أن مساراً أكثر عقلانية، سيتم رسمه بين أنقرة وواشنطن من الآن فصاعداً.
"... لذلك نحن نتوافق بشكل كبير -مع تركيا-، لكن ما حدث مع تركيا- وسأتحدث عما هو منصف وما هو غير منصف مما جرى. لقد أراد أردوغان شراء صواريخ باتريوت. إدارة الرئيس أوباما قالت "لا". وظل الأتراك يرغبون في شرائها، وواصلت إدارة أوباما مقولة لا، لا، لا، لا يمكنهم شراؤها. لكن الدفاع التركي يحتاجها، لذلك، توجه الرئيس التركي بعد ذلك إلى روسيا واشترى إس-400. لقد عقد الصفقة مع الروس لأنه لم يستطع الحصول عليها من عندنا. لم يسمحوا له بشرائها. لم يسمحوا له بذلك. الإدارة الأمريكية السابقة، لم تسمح له بشرائها".
وتابع ترامب قائلاً: "في غضون ذلك، اشترى أردوغان أكثر من مائة مقاتلة من طراز إف-35 ... أعتقد أنه اشترى 116 مقاتلة... وهناك احتمال لزيادة العدد. والآن يريد استلامها. لقد دفع مبلغاً هائلاً من المال... ثم نسمع أخبارا عاجلة: "دونالد ترامب يحب تركيا. إنه يحب تركيا. دونالد ترامب يقف إلى جانب تركيا بدلاً من الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة..." كلا، أنا لست كذلك. أنا أحب بلدنا، لكن يجب أن أخبركم أن الرئيس أردوغان، هو من أوفى. لقد أعاد مواطننا برونسون، كما تعلمون. أعتقد أن أردوغان عومل معاملة غير عادلة، فقد قيل له إنك لن تستطيع الحصول على الصواريخ، وبعد أن اشترى نظاماً آخر، قلنا له "سنبيعها لك. وسنقدم لك ذلك على الفور". لكنه لم يستطع استخدامها. وبحلول ذلك، كان قد اشترى الطائرات بالفعل".
في أعقاب الانتخابات البلدية في تركيا، حيث حققت المعارضة إنجازات كبيرة، وتعزز بالفعل الأداء الديمقراطي، ستتوقف الانتخابات لمدة أربع سنوات في البلاد. لقد أنعش الاستقرار المتوقع في تركيا والتحركات نحو التعاون العالمي في قمة مجموعة العشرين الأسواق كثيراً.
حملت آخر قمة لمجموعة العشرين الأمل والبشرى في أن العالم أحادي القطب سيتحول إلى عالم تعددي، حيث ستعمل الدول المشاركة على قمع ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، لأن هذا هو الخيار الأكثر منطقية لنا جميعاً. وبذلك يمكننا جميعا أن نكون فائزين.