بعد تعزيز قواعد ناخبيهما، يبحث الرئيس أردوغان وخصمه كليتشدار أوغلو، عن طرق للفوز بأصوات المترددين.
يواصل تحالف الشعب وتحالف الأمة قبل أقل من 20 يوماً من الانتخابات التركية، حملتهما، معتقدين أنهما على وشك الفوز. وفي الوقت نفسه، يواصل منظمو استطلاعات الرأي نشر أرقام تدعم مزاعم كلا الجانبين بالنصر الوشيك، ما يجعل الحملة أكثر حرارةً وطموحاً.
ونظراً لأن مؤيدي حزب الشعب الجمهوري يعانون من مزيج من الغضب بتعبيرهم "كفى"، والأمل بزعمهم" لقد وصلنا إلى السلطة"، فإنهم يتوقون إلى محاسبة الحكومة الحالية.
وفي غضون ذلك، يثق تحالف الشعب بقوة الرئيس النشط رجب طيب أردوغان ويخشى احتمال فوز المعارضة الذي يعرّض الأمن القومي التركي وسلامة أراضي الأمة للخطر.
ومن المحتمل جداً أن يكون هناك انفجار في التعهدات ومعارك كلامية واتهامات، تتراجع تدريجياً مع انتهاء الحملات الانتخابية خلال الأسابيع الثلاثة القادمة.
وبعد أن عزز الرئيس أردوغان وخصمه كليتشدار أوغلو قواعد ناخبيهما، يبحث الطرفان الآن عن طرق لكسب الناخبين المترددين، وبينما يضاعف شاغل المنصب الرئاسي الحالي "سياسة الأعمال" من خلال حضور ثلاثة أو أربعة احتفالات افتتاحية ورائدة يومياً، تتحدث عن سجله الحافل، يُحذّر من افتقار المعارضة للرؤية بل وإتاحتها الفرصة للمنظمات الإرهابية لرسم مستقبل البلاد.
وفي هذه الأثناء، يتعهد مرشح تحالف الأمة بجمع الأموال من الخارج ويسعى للتواصل مع الناخبين ذوي الميول اليمينية بمساعدة أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش، اللذان حددتهما المعارضة كنائبين للرئيس في المستقبل.
ويبدو أن الجميع متفقون على أن "الناخبين المترددين" هم الذين سيحسمون انتخابات 14 مايو/أيار في تركيا، وسيشكلون "موجة كبيرة" يتطلع الجانبان لحيازتها كي تكون إلى جانبهم يوم الانتخابات.
والسؤال هو كيف سيحسم من يسمون "بالناخبين المترددين" والذين قد يترددون في الكشف عن تفضيلهم لمنظمي الاستطلاعات، رأيهم؟ وهل سيكون قرارهم مبنياً على مزيج من الهوية والاقتصاد والأمن والقيادة؟ وهل سيتخذون قراراً عقلانياً بشأن مستقبل بلادهم؟!
بالطبع لا نستطيع أن نعرف أي طريق سيسلكون قبل فرز الأصوات.
لكن من المتوقع أن يقف معظم الناخبين الصامتين، الذين لا يستطيع القائمون على استطلاعات الرأي أن يتكهنوا بنواياهم، إلى جانب أردوغان في يوم الانتخابات.
سياسات الهوية
على عكس انتخابات البلدية لعام 2019 قد يتم تحديد السباقات الرئاسية والبرلمانية لهذا العام من خلال قضايا الهوية والمخاوف بشأن مستقبل تركيا.
ومن المعروف أن كليتشدار أوغلو اتهم الحكومة "بمعاملة الأكراد كإرهابيين" ووصف نفسه علناً بأنه علوي لإعطاء زخم إضافي للجدل حول الهوية، وربما كانت ملاحظاته تهدف إلى صد تهمة "التعاون مع الإرهابيين" ومعالجة مخاوف الناخبين اليمينيين، بما في ذلك أنصار حزب جيد، بشأن الانتماء الطائفي لمرشحهم الرئاسي.
ومن المفارقات، أن مثل هذه التصريحات التي ربما تكون قد خدمت مصالح كليتشدار أوغلو لفترة قصيرة، فشلت في إحداث التأثير المطلوب على الناخبين، وخلقت جدلاً حول الهوية التي بدأها مرشح المعارضة ومنحت فرصة جديدة لتحالف الشعب.
والحقيقة أن تحالف الشعب لا يرفض تهمة "التمييز" فحسب، بل ويتهم المعارضة أيضاً بإذكاء التوترات حول الهوية دون إهمال تذكير الناخبين بأن حكومة حزب العدالة والتنمية، هي التي منحت أوسع نطاق للهوية وخاصة حقوق المجتمعات الكردية والعلوية.
وأنا أعتقد أن كليتشدار أوغلو يقلل بشدة من خسائره فيما يتعلق بالدعم الشعبي، والتي تلحق به بسبب تأييد تنظيم بي كي كي الإرهابي وجماعة غولن الإرهابية له. وهذا التأييد ينعكس عليه في الوقت الحالي بالنقد الشديد من قبل تحالف الشعب بسبب المخاوف الأمنية.
وفي النهاية، قد يواجه كليتشدار أوغلو ردود فعل عنيفة من الناخبين الصامتين لرفضه الحديث عن تدابير مكافحة الإرهاب وتعهده بإنهاء تعيين رؤساء مستقلين للبلديات، لتأمين دعم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي لتنظيم بي كي كي الإرهابي.
وختاماً، ما يجب التأكيد عليه في ليلة الانتخابات هو أن الأحزاب السياسية والمرشحون مسؤولون عن ضمان دقة فرز الأصوات مع ضرورة أن تحترم جميع الأطراف خيارات الشعب، ولنتذكر أن الشعب التركي سوف يعاقب أي محاولة معادية للديمقراطية لزعزعة استقرار بلاده.