وصلت أول سفينة شحن غادرت أوكرانيا بعد انتهاء اتفاق الحبوب إلى المياه التركية أمس رغم الحصار الروسي، حسب ما أظهرت مواقع متابعة حركة الملاحة البحرية.
غادرت السفينة "جوزيف شولت" التي ترفع علم هونغ كونغ ميناء أوديسا الأوكراني الأربعاء، في تحد لروسيا التي هددت بإغراق مثل هذه السفن منذ أن رفضت في تموز/يوليو تمديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر بحري آمن.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن السفينة تستخدم "ممرا إنسانيا جديدا" أقامته كييف، بعدما أطلقت روسيا الأسبوع الماضي طلقات تحذيرية على سفينة شحن متجهة إلى ميناء إزمايل على نهر الدانوب في جنوب أوكرانيا.
وقالت الرئاسة التركية حول الحادث: "تم تحذير محاورينا في روسيا لتجنب مثل هذه الإجراءات التي قد تصعّد التوترات في البحر الأسود".
وكثّفت روسيا هجماتها على البنى التحتية الأوكرانية في الدانوب والبحر الأسود منذ انسحابها من الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا ودخل حيز التنفيذ في صيف 2022.
أتاح الاتفاق تصدير الحبوب من موانئ جنوب أوكرانية رغم الحصار الذي فرضته روسيا.
في الأثناء، يبحث المجتمع الدولي عن سبل لتأمين طرق تصدير الحبوب في الوقت المناسب لموسم الحصاد في الخريف، علما بأن أوكرانيا وروسيا من أكبر الدول المصدرة للحبوب.
- مبادرة أميركية جديدة
ساعد اتفاق الحبوب المبرم العام الماضي على خفض أسعار المواد الغذائية عالميا، ووفر لأوكرانيا مصدر دخل مهم في خضم الحرب.
وتستخدم أوكرانيا حاليا نهر الدانوب لتصدير حبوبها، وينقل جزء كبير منها عبره ويصل في النهاية إلى البحر الأسود على الحدود الأوكرانية الرومانية.
وقد أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مسؤولين أميركيين يجرون محادثات مع تركيا وأوكرانيا وجيرانها بشأن زيادة حركة النقل على طول الدانوب.
وأكد أحد هؤلاء المسؤولين أن واشنطن ستدرس جميع الخيارات، بما في ذلك خيار المرافقة العسكرية للسفن التجارية الأوكرانية.
لكن مسؤولا بوزارة الدفاع التركية أبدى رفضا لمبادرة واشنطن الخميس.
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه لمحطة "إن تي في" التركية الخاصة "جهودنا تتركز على إعادة تفعيل اتفاق الحبوب".
يأمل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين هذا الشهر، ومن المتوقع أن يكون إحياء اتفاق الحبوب على جدول أعمال اللقاء.
وقد استضافت تركيا جولتين من محادثات السلام مع أوكرانيا فيما حافظت على حيادها في الصراع.
- هجوم دبلوماسي مضاد
انسحبت روسيا من اتفاق الحبوب بعدما قالت إنه لم يحقّق هدفه المتمثل في إفادة السكان المحتاجين، وخاصة في دول إفريقيا التي تسعى موسكو إلى تعزيز العلاقات معها لتجنب العزلة على الساحة العالمية.
وقد طلبت روسيا من تركيا مساعدتها في تصدير حبوبها إلى الدول الإفريقية.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس الخميس، تحدث وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عن معركة "طويلة الأمد" من أجل "إحياء" علاقات كييف مع إفريقيا.
تأتي المحاولات الروسية للسيطرة من جانب واحد على الملاحة في البحر الأسود على خلفية الهجوم العسكري المضاد الذي أطلقته القوات الأوكرانية في حزيران/يونيو.
- أوكرانيا "لا تشعر" بالضغط
ويعتمد الهجوم المضاد على معدات غربية لكنّه يتقدّم ببطء.
والخميس، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أن أوكرانيا وحدها ستقرر شروط أي مفاوضات سلام مع روسيا.
وقبل يومين، أدلى مدير مكتبه الخاص ستيان جنسن بتصريحات أثارت حفيظة كييف إذ أشار إلى أن حلًا للنزاع قد يتمثل في تنازل أوكرانيا عن أراضٍ لها لصالح روسيا مقابل انضمامها إلى الناتو.
من جانبه أكد كوليبا أن أوكرانيا "لا تشعر" بأي ضغوط من حلفائها الغربيين لتحقيق نتائج سريعة في هجومها المضاد.