أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا المستجد الذي ظهر في الصين وانتشر في العديد من مناطق العالم يشكل "حالة طوارئ صحية ذات بعد دولي"، لكنها شددت في نفس الوقت على أن إعلان حالة الطوارئ لا يستدعي المبالغة في رد الفعل.
فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية الخميس (30 يناير/ كانون الثاني 2020) أن تفشي فيروس كورونا الذي قتل 212 شخصا في الصين أصبح حالة طوارئ عالمية بعدما انتقل الفيروس إلى 18 دولة. وأعلنت الولايات المتحدة رصد أول حالة انتقال لفيروس كورونا الجديد من شخص لآخر وبذلك تكون خامس دولة تعلن ذلك بخلاف الصين. ويقول الخبراء إن حالات الانتقال من شخص إلى آخر خارج الصين تثير قلقا خاصا لأنها تشير إلى زيادة احتمال انتشار الفيروس.
"تفشٍ للفيروس لم يسبق له مثيل":
وقال تيدروس أدهانوم مدير عام منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي في جنيف إن الأسابيع الأخيرة شهدت تفشيا لم يسبق له مثيل قوبل برد غير مسبوق. وتابع قائلا "كي أكون واضحا، هذا الإعلان ليس تصويتا على انعدام الثقة في الصين". وأضاف "مبعث قلقنا الأكبر هو احتمال انتقال الفيروس إلى البلدان التي تعاني من ضعف النظم الصحية".
ويؤدي الإعلان عن حالة طوارئ عالمية إلى تقديم توصيات إلى جميع البلدان تهدف إلى منع انتشار المرض عبر الحدود أو الحد منه مع تجنب التدخل غير الضروري في التجارة والسفر.
ويشمل الإعلان توصيات مؤقتة للسلطات الصحية الوطنية في جميع أنحاء العالم تشمل تكثيف إجراءات الرصد والتأهب والاحتواء.
ضربة قوية لثاني أكبر اقتصاد في العالم؟:
وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يزيد على 7800 حالة تم رصدها عالميا كان أغلبها في الصين حيث بدأ الفيروس الانتشار في سوق غير مرخص للحيوانات البرية في مدينة ووهان. لكن ظهرت حوالي 100 حالة في بلدان أخرى، مما أثار قرارات لتعليق السفر وانتشار مشاعر معادية للصين في بعض الأماكن وزيادة الطلب على أقنعة الوجه الواقية.
ومن المتوقع أن توجه أزمة فيروس كورونا سريع الانتشار ضربة قوية لثاني أكبر اقتصاد في العالم. وقد يصيب إعلان منظمة الصحة العالمية بكين بخيبة أمل لأنها عبرت عن ثقتها في هزيمة الفيروس "الشيطان". وقد يؤدي ذلك أيضا إلى إثارة المخاوف في الأسواق بشكل أكبر مما يزيد الآثار الناجمة عن الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الصيني.
تأثير أكبر على معدل النمو العالمي؟:
وقال كريس وستون رئيس بيبرستون للوساطة في ملبورن "يتمثل الخوف في أن تدق منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر... ثم سيبدأ الناس في سحب أموالهم". وجاء أيضا التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) من الصين وأودى بحياة نحو 800 وكلف الاقتصاد العالمي نحو 33 مليار دولار أو واحد في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في 2003.
ويخشى خبراء الاقتصاد من أن يكون التأثير على النمو العالمي أكبر هذه المرة، حيث تمثل الصين الآن حصة أكبر من الاقتصاد العالمي. وتوقع أحد خبراء الاقتصاد الصينيين أن تؤدي الأزمة إلى انخفاض بمقدار نقطة مئوية في نمو الصين في الربع الأول. وتراجعت الأسهم العالمية الخميس في حين سجل اليوان الصيني أدنى مستوى له هذا العام وانخفضت أسعار النفط مرة أخرى وارتفعت أصول الملاذات الآمنة مثل الذهب.