إجلاء عشرات الآلاف من سكان مدن جنوب شرق استراليا بسبب الحرائق

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 04.01.2020 15:42
آخر تحديث في 05.01.2020 00:12
إجلاء عشرات الآلاف من سكان مدن جنوب شرق استراليا بسبب الحرائق

أخلى عشرات آلاف السكان بيوتهم السبت في جنوب شرق استراليا هربا من حرائق الغابات التي تفاقمت بسبب أحوال جوية كارثية.

وتجاوزت الحرارة أربعين درجة مئوية السبت، بينما تهب رياح عاتية تؤجج المئات من حرائق الغابات التي لم تتم السيطرة على معظمها بعد.

وقالت رئيسة وزراء ولاية نيو ساوث ويلز غلاديس بيريجيكليان في لقاء مع صحافيين "بالنسبة إلى التوقعات (عن اسوأ السيناريوهات) التي قدمناها صباح اليوم (السبت)، يبدو أنها تتحقق للاسف".

من جهته، أكد قائد فرق الإطفاء في الولاية نفسها شين فيتسيمونز أن "هذه الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة يفترض أن تستمر مساء".

وسجلت في سيدني درجة حرارة قياسية بلغت 48,9 درجة مئوية في بنريث الضاحية الغربية للمدينة التي تضم أكبر عدد من السكان في استراليا.

وفي كانبيرا، بلغت درجة الحرارة 44 درجة، وهو رقم قياسي أيضا على حد قول الناطق باسم إدارة الأرصاد الجوية جوناثان هاو.

واضاف أن الحرارة في المدينتين يمكن أن تسجل مزيدا من الارتفاع.

من جهة أخرى، تهدد حرائق الغابات بانقطاع التيار الكهربائي في نيو ساوث ويلز بعدما تسببت بتدمير مركزين للكهرباء.

وكتب وزير الطاقة مات كين في تغريدة أن الحرائق أدت إلى سقوط خطوط لنقل التيار في جنوب الولاية، متصلة بولاية فكتوريا المجاورة. ودعا السكان إلى خفض استهلاكهم للكهرباء و"وقف مضخات المسابح وإطفاء ألأضواء في الغرف الخالية وتجنب استخدام الغسالات والجلايات".

وأعلنت حالة الطوارىء في جنوب شرق أستراليا حيث أكبر عدد من السكان في البلد. واصدرت السلطات أمرا الجمعة لحوالى مئة ألف شخص بإخلاء ثلاث ولايات.

وقال شين فيتسيمونز "شهدنا رحيل عشرات الالاف من الأشخاص". واضاف "رسالتنا هي أن نتأكد من إجلائكم أمس (الجمعة). الانتظار حتى اليوم يعني المجازفة، الانتظار لنصف ساعة أخرى يعني مجازفة أكبر".

وأخلى السياح وسكان جنوب شرق البلاد مواقع الاصطياف أو منازلهم. وشهدت الطرق السريعة التي تربط المدن الساحلية بسيدني ومدن كبيرة أخرى زحمة سير كبيرة.

- ثلاثة آلاف جندي من الاحتياط -

قال جوناثان هاو من مركز الأرصاد الجوية إن الأحوال الجوية ستكون السبت "مماثلة" لما كانت عليه الجمعة "إن لم تكن أسوأ مما شهدناه في ليلة رأس السنة". وأضاف أن "رياحا غربية شديدة وجافة ستؤجج الحرائق المستعرة أصلا (...) وتهدد السكان الذين واجهوا دمارا وسعا".

وأعلن رئيس الوزراء سكوت موريسون السبت أن حكومته استدعت ثلاثة آلاف جندي في الاحتياط للمساعدة في مكافحة حرائق الغابات التي تلتهم أنحاء واسعة من البلد، في تعبئة غير مسبوقة في تاريخ أستراليا.

وقال موريسون الذي يواجه انتقادات شديدة بسبب طريقة إدارته لهذه الحرائق الكارثية المميتة المتواصلة منذ أيلول/سبتمبر إنّ "هذا القرار يسمح بوجود مزيد من الرجال على الأرض ومزيد من الطائرات في السماء ومزيد من السفن في البحر".

وأضاف أنّ الحكومة كلّفت جنرالاً مهمة الإشراف على التدخّل العسكري في جهود مكافحة الحرائق التي ستساهم فيها أيضاً حاملة مروحيات.

ومنذ أشهر يشارك الجيش الأسترالي في مكافحة الحرائق من خلال قيامه بعمليات استطلاع جوي ورسم خرائط وبحث وإنقاذ ودعم لوجستي وجوي، وسبق أن نشر ألفي عسكري في إطار هذه الجهود.

وفي مدينة بيتمنز باي السياحية التي تضج بالحركة عادة ويلفها دخان الحرائق القريبة، أغلقت المحال التجارية والحانات ويسود صمت غير معهود يبعث القلق.

وبات المكان الوحيد الذي يدل على وجود حياة فيها مركز لاستقبال الأشخاص الذين يتم إجلاؤهم، يستقبل مئات السكان الذين اضطروا إلى مغادرة بيوتهم ليقيموا في خيام أو بيوت متنقلة. وقالت سيدة من هؤلاء وصلت مع زوجها مساء الجمعة إن المكان أشبه "بمخيم للاجئين".

- 23 قتيلا -

صدم حجم الحرائق البلاد والعالم.

ومنذ بداية موسم الحرائق في ايلول/سبتمبر، لقي 23 شخصا مصرعهم، حسب رئيس الوزراء الاسترالي.

وفقد عشرات آخرون ودمر أكثر من 1300 منزل. وأتت الحرائق على أراض تعادل مساحتها مساحة بلجيكا.

وذكرت السلطات السبت أن الحرائق دمرت أيضا الحياة البرية وكذلك محمية فليندرز تشيز بالكامل تقريبا في جزيرة الكنغر التي تضم هذا الحيوان وحيوان الكوالا.

وفي منتجع مالاكوتا قامت البحرية الأسترالية بإجلاء ألف شخص من السكان والسياح طوقتهم الحرائق ولجأ بعضهم إلى الواجهة البحرية منذ ليلة رأس السنة لحماية أنفسهم.

ووصلت واحدة من سفينتين عسكريتين تم استئجارهما لعمليات الإنقاذ، إلى ملبورن السبت.