حملة أوروبية أمريكية واسعة لطرد دبلوماسيين روس وموسكو تتعهد بـ"الرد بالمثل"

ديلي صباح ووكالات
اسطنبول
نشر في 26.03.2018 00:00
آخر تحديث في 26.03.2018 21:40
حملة أوروبية أمريكية واسعة لطرد دبلوماسيين روس وموسكو تتعهد بـالرد بالمثل

أعلن البيت الأبيض، اليوم الاثنين، طرد 60 دبلوماسيًا روسيًا لديها، وأعطتهم مهلة 7 أيام لمغادرة البلاد، حسب وسائل إعلام أمريكية.

كما أمرت الإدارة الأمريكية أيضاً بإغلاق القنصلية الروسية في مدينة سياتل، على خلفية قضية تسميم العميل الروسي المزدوج "سيرغي سكريبال" في بريطانيا.

وقال مسؤول في الادارة الاميركية إن 48 "عميلا استخباراتيا معروفا" في القنصلية الروسية في سياتل (شمال غرب الولايات المتحدة) و12 من البعثة الروسية في الأمم المتحدة أمهلوا سبعة أيام لمغادرة الولايات المتحدة.

وأضاف أن قنصلية روسيا في سياتل، مصدر قلق للمخابرات الأمريكية بسبب قربها من قاعدة بحرية.

وتابع أن الإجراءات المتخذة بمثابة رسالة حول "العدد الكبير غير المقبول" من الجواسيس الروس في الولايات المتحدة، وأيضًا ردًا على محاولة اغتيال "سكريبال" في المملكة المتحدة.

وفي 30 يوليو/ تموز 2017، قال الرئيس الروسي بوتين إن على 755 دبلوماسياً أميركيا مغادرة الأراضي الروسية ردا على فرض عقوبات أمريكية جديدة على موسكو. وطلبت موسكو من الولايات المتحدة تخفيض عدد موظفيها الدبلوماسيين والفنيين العاملين فى روسيا ليصل إلى 455، وهو إجمالى عدد الدبلوماسيين الروس العاملين فى الولايات المتحدة بمن في ذلك المواطنون الروس العاملون فى مقر الأمم المتحدة فى نيويورك.

ويبدو القرار الأمريكي في ظاهره أنه إجراء عقابي لروسيا على خلفية اتهام موسكو بتسميم العميل المزدوج السابق الروسي سيرغي سكريبال، في بريطانيا.، إلا أنه يحمل في طياته تصفية حسابات سياسية ورسائل مفادها أن واشنطن على علم بالأنشطة الاستخباراتية التي تقوم بها موسكو على الأراضي الأمريكية.

وبالتزامن مع القرار الأمريكي اتخذت 14 دولة أوروبية قراراً مماثلاً وأعلنت طرد دبلوماسيين روس من أراضيها، حيث أمهلت الحكومة الألمانية 4 دبلوماسيين روس 7 أيام لمغادرة أراضيها.

وقال بيان للخارجية الألمانية نشرته على موقعها الإلكتروني"بالتنسيق مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، قررت الحكومة الألمانية مطالبة 4 دبلوماسيين روس بمغادرة أراضيها خلال 7 أيام" مضيفة أنه تم إبلاغ السفارة الروسية في برلين بالقرار اليوم الاثنين.

"وأشار البيان إلى أن هذا القرار يأتي تعبيرًا عن التضامن العميق مع بريطانيا، وتأكيدًا أن الحكومة الألمانية لن تترك اعتداءً على شركائها وحلفائها، دون إجابات واضحة تكشف ملابساته"

إلا أن القرار الألماني أيضاً لا يخلو من تصفية حسابات سياسية وتحين للفرصة لتوقيع عقوبات على موسكو وهو ما كشفه أيضاً بيان الخارجية الألمانية الذي ختم بيانه بعبارة " الخطوة تأتي أيضًا، "ردًا على اختراق مواقع الحكومة الألمانية على الإنترنت، وهو الاعتداء الذي يرجّح وقوف روسيا خلفه".

وإضافة إلى ألمانيا أعلنت فرنسا وبولندا طرد أربعة دبلوماسيين، بينما طردت جمهورية تشيكيا وليتوانيا ثلاثة دبلوماسيين، فيما ستطرد الدنمارك وهولندا دبلوماسيين اثنين، ولاتفيا دبلوماسياً واحداً.

وأعلن رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك ان أربع عشرة دولة أعضاء في الاتحاد الاوروبي قررت طرد دبلوماسيين روس بعد تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا.

وقال توسك الاثنين في مؤتمر صحافي من فارنا في بلغاريا "في متابعة مباشرة لقرار المجلس الاوروبي الاسبوع الماضي بالرد على روسيا بشكل جماعي، قررت 14 من الدول الاعضاء اليوم طرد دبلوماسيين روس".

وأضاف أنه "ليس من المستبعد اتخاذ تدابير إضافية في الأيام والأسابيع المقبلة تتضمن عمليات طرد جديدة".

وتأتي هذه الخطوة بعد كلمة القتها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في قمة مع زملائها من الاتحاد الأوروبي في بروكسل حثتهم فيها على دعم بريطانيا في استنتاجها بأن روسيا هي المسؤولة عن الهجوم.

واصدرت دول الاتحاد ال28 بيانا قالت فيه إنها توافق على ترجيح وقوف روسيا وراء تسميم الجاسوس سيرغي سكريبال وابنته يوليا في الرابع من اذار/مارس في مدينة سالزبري الانكليزية، وأمرت باستدعاء سفير الاتحاد في موسكو.

كما أعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكوطرد 13 دبلوماسيا روسيا من بلاده، في خطوة تتوافق مع القرارات التي اتخذتها دول من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وقال بوروشينكو، في منشور على موقع "فيسبوك"، إنّ أوكرانيا (ليست عضوة في الاتحاد الأوروبي) تتعامل من منطلق "روح التضامن مع الشركاء البريطانيين، والحلفاء عبر الأطلسي"، بحسب وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.

بدورها عبرت روسيا عن احتجاجها على قرارات ترحيل دبلوماسييها متعهدة بالرد بالمثل في أقرب وقت.

ونقل السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنطونوف، إلى الخارجية الأمريكية احتجاج بلاده "الشديد" على ترحيل 60 من دبلوماسييها من أمريكا.

وقال أنطونوف، في تصريحات أدلى بها اليوم بعد إعلان القرار الأمريكي

"الولايات المتحدة تدمر ما تبقى من العلاقات الروسية الأمريكية"، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تمثل "ضربة موجعة إلى تشكيلة البعثة الدبلوماسية الروسية في أمريكا."

كما أكد مصدر في الخارجية الروسية أن موسكو سترد بالمثل، خلال الأيام القليلة المقبلة، على كل الدول التي قررت ترحيل دبلوماسيين روس.

ونقلت وكالة "نوفوستي" عن المصدر قوله، عقب إعلان 14 دولة أوروبية والولايات المتحدة وكندا عن ترحيلها دبلوماسيين روس، في غضون أسبوع: "الرد سيكون بالمثل، سندرسه في الأيام القادمة وسنقدم ردنا على كل دولة".

ومن المنتظر اتخاذ دول أوروبية أخرى قرارات مماثلة الأمر الذي من شأنه تعميق الخلاف بين روسيا ودول الاتحاد الأوروبي من جهة وبينها وبين واشنطن من جهة أخرى.