أهمية التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب في ظل الاتفاق الروسي الإيراني
يرى خبراء ومحللون سياسيون إن التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب، والذي أعلنت المملكة العربية السعودية عن تشكيله أمس الاثنين، سيعيد توازن القوى لمنطقة الشرق الأوسط ، خصوصاً في ظل وجود التحالفين الأمريكي والروسي.
كما أنه يمثل ضرورة لمنع روسيا وإيران من احتكار مكافحة الإرهاب واستغلاله لخدمة أهدافهم في المنطقة. وأشار الخبراء السياسيون بالدول العربية الى أن أهمية التحالف الجديد، بخلاف العمليات العسكرية التي سينفذها ضد الإرهاب، تكمن في أنه يمثل التيار الإسلامي المعتدل، الذي يتولى محاربة التطرف.
كما أكد محللون سياسيون أن انضمام تركيا الى هذا التحالف دعامة أساسية وسيقويه ، خصوصا في ظل التقارب السعودي التركي."
وقال مكرم رباح، الباحث في تاريخ العلاقات الدولية، إن "التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، يمثل أهمية كبيرة لأنه يعني التزاما واضحا من الدول المشاركة فيه، بالاقتصاص من الإرهاب أينما وجد."
وأضاف رباح أن "السبب الحقيقي لهذا الحلف هو منع دول معينة من احتكار محاربة الإرهاب، وتوجيه العمل العسكري لخدمة أهدافها كما يحصل في العمليات العسكرية الروسية في سوريا"، معتبراً أن "الإعلان عن التحالف يعني اقتراب العمل العسكري على الأرض في سوريا، والتحضير لإيجاد غطاء سياسي ودولي.
من جانبه، قال نديم شحادة، مدير "مركز فارس لدراسات شرق المتوسط" في كلية "فلتشر" في بوسطن الأميركية، إن "ما يميز هذا التحالف ليس الجانب العسكري فقط، بل لكونه يمثل ثورة من قبل التيار الإسلامي المعتدل العريض ضد التيار الراديكالي وهذا بحد ذاته أمر هام."
وأضاف شحادة، أن "الراديكالية لا تعني تنظيم (داعش) و(القاعدة) فقط ولكنها تشمل الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التي شكلها"، مشيرا إلى أن الحرس الثوري الإيراني "بدأ يتغلغل داخل التيار الشيعي المعتدل العريض، في حين ما تزال القاعدة وداعش تنظيمان هامشيان في التيار السني."
و قال عبد الرحيم العلام، مدير مركز التكامل للإدارات والأبحاث بالمغرب (غير حكومي)، إن هذا التحالف "سيحقق توازن القوى بالمنطقة"، مضيفاً أنه "سيعمل بالتوازي مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية (ضد داعش)، ولكنه مناهض للتحالف الروسي الإيراني."
وتابع: "رغم أن البيان أشار إلى أنه تحالف ضد الإرهاب، إلا أن من بين أهدافه مواجهة التحالف الروسي الإيراني، وعلى المستوى الواقعي ركز البيان على الجوانب العسكرية، ولم يتطرق إلى البرامج الاقتصادية والتنمية وتجديد الفكر الديني."
وفي هذا السياق، بيّن العلام أن محاربة "الإرهاب" يجب أن تشمل 3 أمور أساسية، هي الديمقراطية، وتجديد الفكر الديني، والتنمية الاقتصادية.
وقال خالد السموني الشرقاوي، مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والاستراتيجية (غير حكومي) ، إن "تأسيس هذا التحالف أمر إيجابي، وسيعيد توازن القوى لمنطقة الشرق الأوسط، بعدما بدأ يتبلور نظام دولي جديد فيه ، يتضمن تحالفًا أمريكيًا وآخر روسيًا."
وأضاف أن "انضمام تركيا الى هذا التحالف دعامة أساسية وسيقويه ، خصوصا في ظل التقارب السعودي التركي."
وأشار الشرقاوي إلى أن تجربة بلاده الكبيرة في مجال محاربة "الإرهاب" ستساعد التحالف، خاصة وأنه سبق أن "ساعد العديد من الدول في هذا المجال، مثل فرنسا، وإسبانيا، وبلجيكا، على مستوى تبادل المعلومات حول بعض الأشخاص المشتبه بهم.
ووفق بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، أمس الثلاثاء، يشارك في التحالف الإسلامي، 34 دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي هي المملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والإمارات العربية المتحدة، وجمهورية باكستان الإسلامية، ومملكة البحرين، وجمهورية بنغلاديش الشعبية، وجمهورية بنين، والجمهورية التركية، وجمهورية تشاد، وجمهورية توغو، والجمهورية التونسية، وجمهورية جيبوتي، وجمهورية السنغال، وجمهورية السودان، وجمهورية سيراليون، وجمهورية الصومال، وجمهورية الغابون، وجمهورية غينيا، ودولة فلسطين، وجمهورية القمر الاتحادية الإسلامية، ودولة قطر، وكوت دي فوار، ودولة الكويت، والجمهورية اللبنانية، ودولة ليبيا، وجمهورية المالديف، وجمهورية مالي، ومملكة اتحاد ماليزيا، وجمهورية مصر العربية، والمملكة المغربية، والجمهورية الإسلامية الموريتانية، وجمهورية النيجر، وجمهورية نيجيريا الاتحادية، والجمهورية اليمنية.
جدير بالذكر أن دولاً مثل باكستان ولبنان أعلنا عدم انضمامها للتحالف رغم إعلان المملكة العربية السعودية السعودية عن مشاركتهم. كما أعلنت الخارجية الإندونيسية أنه لا صحة للأنباء التي تقول بأن اندوبيسيا ستقدم دعماً للتحالف.