مدينة القديس مرقوريوس القديمة وسط تركيا تبهر الزوار

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 22.09.2021 15:26
من داخل الموقع الأثري الأناضول من داخل الموقع الأثري (الأناضول)

في بلدة "ساراتلي" التابعة لولاية أقسراي، وسط تركيا، تقع مدينة القديس مرقوريوس St. Mercurius القديمة المبنية بالكامل تحت الأرض، وهي تثير إعجاب السياح بتاريخها وقيمتها الأثرية العظيمة بما تضمه مما يقرب من 35 مقبرة قديمة.

وكان القديس مرقص المولود في منطقة كابادوكيا في عهد الإمبراطورية الرومانية، قائداً فذاً وشخصية دينية تحظى بالاحترام والتبجيل لدى أتباع الديانة المسيحية وقد عاش في الفترة بين 225-250 م.

بعد إعلان مرقوريوس اعتناقه المسيحية، نفاه الإمبراطور الروماني ديسيوس إلى قيصرية في كابادوكيا وسُجن فيها في مدينة تحت الأرض سميت فيما بعد باسمه.

ثم أرسل الإمبراطور رجاله إلى تلك المدينة لإعدامه هو وعائلته، وبالفعل قُطعت رؤوسهم جميعاً ودُفنوا لاحقاً في كنيسة بالمنطقة، حيث تم اكتشاف جمجمة بشرية عثر عليها لزوجة القديس مرقوريوس داخل المدينة. أما جمجمة مرقوريوس فنُقلت إلى القاهرة عاصمة مصر.

وبعد زمن القديس مرقوريوس، تحولت المدينة تحت الأرض إلى مأوى للمسيحيين الأوائل الذين كانوا يفرون من بطش الرومان في منطقة كابادوكيا.

وبدأت الحفريات في المدينة في عام 2011 واستمرت حتى عام 2016. وخلال أعمال التنقيب تم تنظيف 3 طوابق من المدينة تحت الأرض المكونة من 7 طوابق، وفُتحت أمام السياح.

وفي معرض حديثه لوكالة أنباء الأناضول، قال "يوسف ألطن" مدير متحف أقسراي، إن القبور في المدينة تجذب الكثير من السياح المحليين والأجانب.

وأضاف: "من أهم ما يميز مدينة القديس مرقوريوس الواقعة تحت الأرض عن غيرها من المدن المماثلة أنها تضم كنائس ومقابر. وخلال دراستنا وجدنا أن القديس مرقوريوس وعائلته قد دفنوا بالفعل في هذه المقابر. وأكثر ما يثير دهشة السياح الذين يزورون المنطقة هو كيف بُنيت هذه المقابر".

وعبرت السائحة الروسية "ناتالي زاخاروفا" عن رأيها بالقول: "لقد سحرتني المدينة تحت الأرض فهي تمتلك لمسة غموض وتشويق، وأكثر ما فاجأني فيها رؤية القبور والجمجمة".

كذلك قالت "مارينا كاتيربولافا" وهي سائحة روسية أخرى: "لقد أثارت الجمجمة والمقابر إعجابي الشديد. وانتابني شعور غريب للغاية".