يستعد واحد من أقدم الحمامات في الأناضول والذي بناه الإمبراطور الروماني نيرون في مدينة باتارا القديمة القريبة من أنطاليا التركية، للافتتاح واستقبال الزوار والسياح العام المقبل.
وصرح "مصطفى كوجاك" الأكاديمي في قسم الآثار بجامعة أنطاليا ونائب رئيس فريق التنقيب في باتارا، لوكالة أنباء الأناضول أن المدينة القديمة تشتهر ببوابتها الرئيسية ومنارتها الأثرية ومبنى البرلمان والمسرح القديم، بالإضافة إلى الحمامات الرومانية. مشيراً إلى أربعة حماماتٍ تاريخيةٍ تعود إلى العصر الروماني في باتارا. وذكر أن أقدمها تقع شرق ساحة المدينة، وهي منشأة بارتفاع 9 أمتار، وتمثل واحدة من النماذج الأولى لحمامات الأناضول.
وأشار "كوجاك" إلى أنهم بدأوا أعمال التنقيب في أقدم حمام في مدينة باتارا الأثرية منذ عامين، وقال إنهم اكتشفوا ما كان بداخله بالكامل، ثم انتقلوا للتنقيب وإزالة الأتربة عن القسم الخارجي منه بفريق مؤلف من سبعة علماء آثار و 17 عاملاً. مؤكداً أن الجدران الخارجية وأروقة الحمام لا تزال قائمةً وبحالة جيدة.
وقال "كوجاك" إن المنشأة القديمة يقدر عمرها بنحو 2000 عام، مشيراً إلى أن "الإمبراطور نيرون بناها مثل ما بنى المنارة".
وأضاف: "تعتبر الحمامات الرومانية مقدمةً للحمامات التركية. فشكل البناء في الحمامات التركية ينحدر من الحمامات الرومانية. ويمكننا تسمية الحمام الروماني بسلف الحمامات التركية في الأناضول حيث يوجد فيها غرف باردة وغرف فاترة وغرف ساخنة وكذلك مساكب باردة وأخرى ساخنة. وبالرغم من ظهور الحمامات في ثقافة أجنبية، إلا أن الأناضول استوعبت الحمّام وكيفته مع ثقافتها الخاصة".
وقال "كوجاك" مؤكداً على أن دور الحمام كمكانٍ اجتماعي، يفسر سبب وجوده في الساحة وسط المدينة القديمة:
"سيتم الانتهاء من أعمال حفر السطح الخارجي للحمام في العام المقبل، وسيفتح أبوابه أمام الزوار. والحمام الروماني لم يستخدم كمكان للاستحمام والنظافة فقط، بل كمكان للتواصل الاجتماعي أيضاً. لذلك، من الممكن أن يستضيف الحمام بعد الافتتاح فعاليات إضافية أو يستخدم كمتحف في الهواء الطلق مستقبلاً".