على قمة منحدرات تبعد 8 كيلومترات عن بلدة "أيفاليك" بولاية باليكسير غربي تركيا، تتربّع "مائدة الشيطان" التي تتمتّع بأسطورة مشوّقة، وتُعدّ إحدى أجمل الأماكن السياحية في العالم التي تمنح عشّاق الطبيعة فرصة مشاهدة غروب الشمس بأبهى الصور.
تتشكل "مائدة الشيطان" من حمم بركانية قديمة متكتلة بشكل دائري، وترجع تسميتها إلى أسطورة قديمة متداولة بين الناس تقول إنه "عندما طُرِد الشيطان من الجنة بعد عصيانه لأوامر ربه، بدأ يبحث له عن جنة له على الأرض، فداس على هذه النقطة (مكان المائدة الحالي)، ما أدى إلى تشكّل بصمة ضخمة لقدمه على الصخور".
ويحيط بـ"بصمة قدم الشيطان" قفص حديدي كبير. وتساهم المائدة في استقطاب مئات الآلاف من السياح المحليين والأجانب سنويًا، خاصة خلال أشهر الصيف، وتتيح لهم متعة مشاهدة البحار والخلجان والجزر والغابات بمحيط المكان في نفس الوقت.
"وتعد مائدة الشيطان من أجمل الأماكن في منطقة شمال إيجه، إذ يمكن رؤية البلدة بكاملها من أعلى القمة، على صورة بانورامية رائعة"، هكذا قال رحمي غينجارK رئيس بلدية أيفاليك، للأناضول لتسليط الضوء على روعة المكان.
وأضاف غينجار: "يتوافد آلاف الأشخاص إلى القمة كل مساء، لا سيما خلال الفترة الممتدة من أيار/مايو حتى أيلول/سبتمبر، يصفقّون للشمس خلال غروبها في عرض البحر، ويتمتعون بمشاهدة مركز أيفاليك والجزر المقابلة لها، وخليج أدرميت، وجبال كاز، في الوقت ذاته".
وشدّد على أن البلدية تحاول حماية الطبيعة في أيفاليك التي يصل عدد سكانها خلال أشهر الصيف إلى 400 ألف شخص، والحيلولة دون تخريبها من خلال تشييد المباني والمنشآت العالية، لتستفيد منها الأجيال القادمة".
وأشار غينجار إلى أن العديد من سكان البلدة يزورون "مائدة الشيطان" في ساعات المساء، لمشاهدة لحظات غروب الشمس، مضيفًا "يغادر أحدهم ويأتي آخر دون انقطاع، وكما قلت يحرصون على توديع الشمس بالتصفيق على أمل شروقها بأجمل صورة على بلادنا في اليوم التالي".