أعرب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الخميس، عن رغبة بلاده في زيادة استثماراتها في الجزائر، مشيراً إلى إبداء السلطات الجزائرية كافة أشكال التعاون في هذا الإطار.
وجاء تصريح فيدان في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الجزائري أحمد عطاف، عقب لقائهما في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
ولفت إلى ارتقاء العلاقات التركية الجزائرية إلى المستوى الاستراتيجي، معلنا عن زيارة للرئيس أردوغان إلى الجزائر "خلال الأشهر المقبلة".
وبيّن وزير الخارجية التركي أن الرؤية والإطار الاستراتيجي الذي برز في سياق الدبلوماسية والحوار والعمل المكثف الذي طرحه رئيسا البلدين رجب طيب أردوغان وعبد المجيد تبون، شكّل عنصراً مهماً في تحديد شكل ومسار عمل وزيري خارجية البلدين.
وأشار فيدان إلى أن رئيسي البلدين كلفا وزيري الخارجية بإدارة وتنسيق مجموعات التخطيط المشتركة من أجل مأسسة التعاون بين البلدين بشكل أكبر.
ولفت إلى أن نظيره الجزائري وصل أنقرة مع فريق من الخبراء من العديد من المؤسسات والمنظمات العامة في بلاده، وقال: "نحن بدورنا عقدنا اجتماع مجموعة التخطيط المشتركة مع ممثلي وزاراتنا ومؤسساتنا في أنقرة".
وقال فيدان إنه عقد مع عطاف اجتماعا مثمرا للغاية، وإنهما استعرضا العمل بشكل متبادل في جميع مجالات شؤون الدولة والأعمال والحياة الاجتماعية.
ونوّه بنشاط العديد من رجال الاعمال الأتراك في الجزائر، قائلا: "لدينا جهود كبيرة وإرادة لزيادة الاستثمارات التركية (في الجزائر)، كما تبدي السلطات الجزائرية كل أنواع التعاون في هذا الصدد، حيث إننا نعمل على افتتاح فرع لمصرف الزراعة التركي (Ziraat Bankası) في الجزائر لتجاوز المشاكل المالية".
كما أكد فيدان أنه ناقش قضايا التعاون الإقليمي والثنائي مع نظيره الجزائري، وتبادلا وجهات النظر حول إمكانية أن يساهم التعاون التركي الجزائري على الصعيدين السياسي والاقتصادي في حل القضايا العالقة على صعيد القارة الإفريقية.
وفي سياق ما تشهده القارة السمراء من انقلابات عسكرية، قال فيدان: "سلسلة الانقلابات تسببت للأسف في مشاهد لا نحبذ رؤيتها في إفريقيا خلال السنوات الأخيرة".
وأعرب عن اعتقاده في هذا الإطار بأن سببين رئيسيين يكمنان وراء الانقلابات في إفريقيا.
السبب الأول، بحسب فيدان، مرتبط ببروز أزمات متعلقة ببناء الدولة وإقامة النظام السياسي في عدد من الدول الإفريقية التي نالت استقلالها لاحقا في طريقها نحو التحول إلى الدولة القومية.
وشدد أن فشل مسار التنمية الاقتصادية وعدم القدرة على حل مشاكل البنى التحتية والفوقية، وظهور قضايا مثل مكافحة الإرهاب، جميعا عوامل مهدت بحسب فيدان للانقلابات في عدد من الدول الإفريقية.
وأما السبب الرئيسي الثاني لهذه الأزمات السياسية، وفق فيدان، فهو يتلخص بالتدخل الأجنبي، والأساليب المتبعة والأدوات المستخدمة لبعض القوى الإمبريالية في سياساتها تجاه الدول الإفريقية.
وقال: "جراء هذين السببين الرئيسيين، تشتعل الأزمات السياسية في أفريقيا باستمرار".
وأكد فيدان ان تركيا واصلت بشكل منهجي برنامجها للانفتاح على إفريقيا على مدار الـ20 عامًا الماضية منذ أن كان الرئيس رجب طيب أردوغان رئيسًا للوزراء، مشيرًا أن عدد سفارات تركيا في القارة وصل إلى 46 بعدما كان 12.
ولفت أنهم افتتحوا السفارات التركية بداية في إفريقيا ثم واصلوا بشكل منسق الفعاليات الثقافية وأنشطة؛ الخطوط الجوية التركية ورجال الأعمال الأتراك والوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا).
وشدد أن تركيا تقوم بأنشطة متعددة الأبعاد حول الحياة الثقافية والاقتصادية في الدول الإفريقية، وقال: "هذا النوع من السياسات والأنشطة يحظى بتقدير تلك البلدان أيضًا، ويرون أن تركيا ليس لديها أي نية للاستعمار والهيمنة".
وأكد أن علاقات تركيا بدأت بالمساعدات الفنية والتعاون الثقافي والتجارة والاقتصاد، ثم تطورت لتساهم في الاستقرار السياسي ومكافحة الإرهاب بناء على طلب بعض الدول الأفريقية ذلك في السنوات الأخيرة.