استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، الأمين العام لمجلس المنظمات الإسلامية الأمريكي أسامة جمال والوفد المرافق له، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة،
وأعرب أردوغان، في كلمة له خلال اللقاء، عن شكره للمجلس إزاء جهوده وتضامنه مع تركيا خلال كارثة الزلزال المزدوج الذي ضرب جنوبي البلاد في 6 فبراير/ شباط الماضي.
وقال: "المساعدات العينية والنقدية التي جمعتموها من أجل مواطنينا في منطقة الكارثة والتي وصلت إلى 100 مليون دولار أظهرت أن قلوبنا متحدة".
وأشارالرئيس التركي أن المسلمين يكافحون بنفس الوقت ضد عدة مشاكل منها الإرهاب وجرائم الكراهية، معربًا عن قلقه من معاداة الإسلام التي تنتشر يوما بعد يوم في الغرب.
وأضاف: "أراقب وأقدر جهودكم عن كثب لإسماع أصوات المسلمين في مواجهة هذه العقلية المريضة"، مؤكدًا أهمية اتحاد الأمة الإسلامية ضد معاداة الإسلام والتعصب والتمييز من أجل مكافحة هذا التهديد.
ولفت أردوغان إلى أهمية مهمة المجلس في نقل فهم الإسلام الأصيل المبني على التسامح والأخوة، وقال: "قوتكم في الولايات المتحدة كمجتمع مسلم تشكل نموذجًا ومصدرًا للقوة والإلهام للعالم الإسلامي بأسره".
وذكر أنه أعرب في كل مناسبة عن رفضه السماح بالاعتداء على القرآن الكريم في أوروبا تحت ستار "حرية التعبير"، مؤكداً بالقول: "هذه جريمة كراهية ووحشية واضحة".
وأضاف: "تظهر الهجمات المتكررة في السويد وهولندا وخاصة في الدنمارك أن الديمقراطية وحقوق الإنسان غير مستقرة في هذه الرقعة الجغرافية".
وأكد أن صدور قرارات في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان تعتبر كل أعمال العنف ضد الكتب المقدسة انتهاكاً للقانون الدولي يعد "تطوراً مهماً".
وأردف :"من الواضح أننا بحاجة إلى ضمان انعكاس هذه القرارات في الممارسة العملية، ونحن في تركيا، نواصل دعوة البلدان المعنية إلى اتخاذ التدابير اللازمة ضد أولئك الذين يرتكبون جرائم الكراهية هذه".
وتابع: "نحن مستمرون في تصميمنا على إبقاء هذه القضية على جدول أعمال منظمة التعاون الإسلامي، يلعب العديد منكم أدوارًا مهمة في الوصول إلى الدوائر السياسية في أمريكا. ولديكم ممثلون في السياسة المحلية والاتحادية".
وزاد: "أتطلع منكم أن تشرحوا بشكل فعال لجميع الدوائر السياسية، وخاصة الكونغرس الأمريكي، أنه لا يمكن الدفاع عن الهجمات على القرآن بحجة حرية التعبير، وأنها تستهدف السلام والاستقرار الاجتماعي".
وأوضح قائلا: "أعتقد أن دعمكم سيكون مفيداً في إفشال حملات التشويه التي تقوم بها جماعات الضغط المناهضة لتركيا".
وأضاف: أتطلع أيضًا إلى مساهماتكم في نقل الحقائق حول التنظيمات الإرهابية بي كي كي/ واي بي جي/ بي واي دي إلى الجمهور الأمريكي، وآمل أن تستمر وتزداد اتصالاتكم الوثيقة مع الجالية التركية في أمريكا".
من جانبه أعرب الأمين العام جمال عن سعادته وارتياحه للقاء مع أردوغان.
وأضاف :"نحن واثقون بأنكم تبذلون قصارى جهدكم لمواصلة دعم المسلمين في جميع أنحاء العالم، ونسأل الله أن يعينكم".
وحضر اللقاء وزير الخارجية هاكان فيدان، وكبير مستشاري الرئيس السفير عاكف جاغتاي قليج، ورئيس الشؤون الدينية علي أرباش، ومسؤولون آخرون معنيون.