وصف المبعوث التركي الدائم لدى الأمم المتحدة سادات أونال، ظاهرة الإسلاموفوبيا في العالم بأنها "تهديد حقيقي ومتزايد".
جاء ذلك في كلمة ألقاها الجمعة، خلال فعالية رفيعة المستوى لإحياء اليوم الدولي الأول لمكافحة كراهية الإسلام "الإسلاموفوبيا" في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال أونال إن "الإسلاموفوبيا تهديد حقيقي ومتزايد، ويواجه المسلمون مظاهر مختلفة من الجرائم المعادية للإسلام والكراهية على الرغم من مساهماتهم الاجتماعية والاقتصادية المتزايدة في جميع أنحاء العالم".
وأشار أونال إلى أن هذا الأمر يسير جنبًا إلى جنب مع الشعبوية والاستقطاب اللذين يهيمنان بشكل متزايد على الخطاب السياسي في العديد من البلدان.
وشدّد على أن معاداة الإسلام تغذي النزعات العنصرية وكراهية الأجانب، وأنها أصبحت تشكل تهديدًا أساسيًا للديمقراطية.
ولفت إلى تصاعد الهجمات على القرآن الكريم والمساجد في العالم.
وأوضح أن "الهجمات الدنيئة التي تستهدف القرآن الكريم من قبل محرضين مناهضين للإسلام في أوروبا هي مظاهر واضحة للكراهية والتعصب وكراهية الأجانب والتمييز".
وأكد أونال أنه لا يمكن تبرير هذه الأعمال المثيرة للكراهية تحت ستار حرية التعبير.
وأشار إلى أن تلك الأعمال تنتهك الحقوق والحريات الأساسية، مضيفا: "يجب أن تبقى القيم والرموز المقدسة بعيدة عن متناول المتطرفين والانتهازيين".
وبين أن الإسلاموفوبيا هو نوع من العنصرية وأنه يجب التعامل معه على هذا الأساس، مشددا على وجوب محاربة الخطاب المعادي للإسلام عبر موقف موحد ومشترك.
وقال إن الهجمات التي تطول المسلمين يجب ألا تمر دون عقاب، وإن الجهود المبذولة لربط الإسلام بالإرهاب والتطرف يجب أن تُعارض بشدة.
وتطرق أونال إلى بعض الخطوات التي ينبغي اتخاذها لمكافحة الإسلاموفوبيا، وأردف بالقول: "مناهضة الأقوال والأفعال المعادية للمسلمين معا، والتعبير عن الظلم، والدفاع عن الديمقراطية والموارد البشرية، والترويج للقيم المدنية الإسلامية، ومحاربة التطرف، وإدانة التعصب والتحريض لأسباب دينية أو عرقية".
وأقيمت فعالية رفيعة المستوى لإحياء اليوم الدولي الأول لمكافحة كراهية الإسلام "الإسلاموفوبيا" الموافق 15 مارس/ آذار، تحت إدارة وزير خارجية باكستان بيلاول بوتو زرداري، بصفة بلاده رئيسة لمجموعة دول منظمة التعاون الإسلامي.
وتهدف الفعالية إلى دعوة المجتمع الدولي للنظر في سبل مكافحة التعصب والتحريض على العنف والكراهية ضد أتباع الديانات والعقائد بمن فيهم المسلمون، وتعزيز العمل الجماعي لمحاربة كراهية الأجانب والتعصب والتحريض على العنف على أساس أي دين أو معتقد.
وشارك في الفعالية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، والممثل السامي لتحالف الحضارات ميغيل أنخيل موراتينوس، وأكاديميون من مختلف الدول الأعضاء بالأمم المتحدة.
وكانت الجمعية العامة قد اعتمدت، في مارس 2022، القرار رقم 254/76 لإعلان تاريخ 15 من الشهر نفسه يوما دوليا لمكافحة "الإسلاموفوبيا".