قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن جهود بلاده تنصب حاليا على عقد لقاء بين الزعيمين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولودمير زيلينسكي.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الخميس، عقب مشاركته في القمة الطارئة لزعماء ورؤساء حكومات دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" بالعاصمة البلجيكية بروكسل.
وأضاف أردوغان في هذا الخصوص: "سنواصل مشاوراتنا مع بوتين وزيلينسكي وجهودنا تنصب حاليا على عقد لقاء بينهما لإحلال السلام".
وأوضح أن تركيا مستعدة للوساطة بين روسيا وأوكرانيا في حال تلقيها طلبا أو عرضا إيجابيا.
وتابع قائلا: "على الناتو أن يتحرك بنهج واقعي واستراتيجي مع استمرار دعمه السياسي والعملي لأوكرانيا خلال أجواء الحرب الحالية".
وأعرب الرئيس التركي عن اعتقاده بأن الحل النهائي للأزمة الأوكرانية يجب أن يستند إلى صيغة موثوقة تقبلها موسكو وكييف والمجتمع الدولي.
ودعا أردوغان جميع الدول وخاصة البلدان الأوروبية إلى دعم اللاجئين وتحمل المسؤولية لتخفيف مشاكلهم.
وأكد أن تركيا ستواصل المساهمة في إجراءات الردع والدفاع لحلف الناتو وفق مبدأ التضامن، معربا عن توقعاته التعامل بالمثل من جانب الحلفاء.
وأكد أردوغان أن تركيا تواصل مشاوراتها مع كل من روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب بينهما، وتتابع عن كثب وتدعم المفاوضات الجارية بين موسكو وكييف.
وأردف قائلا: "دعم تركيا القوي لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها منذ عام 2014 معروف من قِبل الجميع، لقد أعربنا في كل فرصة بأننا لم ولن نعترف بضم شبه جزيرة القرم، وموقفنا هذا ما زال مستمرا دون تغيير".
واستطرد: "مع استمرار الصراع يزداد الدمار لدى الجانبين. في هذه المرحلة تقف تركيا في مكانة خاصة واستثنائية سواء من ناحية موقعها الجغرافي أو عضويتها في الناتو. فأوكرانيا وروسيا دولتان جارتان لنا في البحر الأسود".
ولفت إلى أن بلاده تتمتع بعلاقات عميقة الجذور ومتعددة الأبعاد ووثيقة مع أوكرانيا من جهة، ولديها حوار بناء قائم على الثقة المتبادلة مع روسيا من جهة أخرى.
وذكر أن اجتماع وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا في أنطاليا ولقاءات وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو في موسكو ولفيف الأوكرانية، يعتبر بمثابة نقطة تحول في المساعي الدبلوماسية لتخفيف التوتر بين روسيا وأوكرانيا.
وأوضح أردوغان أن تركيا تستخدم الصلاحيات الممنوحة لها بموجب اتفاقية مونترو الخاصة بالمضائق، من أجل تخفيف التوتر في البحر الأسود.
وفيما يخص الجانب الإنساني، قال أردوغان إن تركيا تقوم بما يقع على عاتقها، مبينا ان بلاده أرسلت حتى الأن 56 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى المنطقة، وأن عدد الأوكرانيين الذين دخلوا الأراضي التركية بلغ 60 ألفا.
وانتقد أردوغان فشل المجتمع الدولي في التعامل اللائق مع اللاجئين قائلا: "التجارب السابقة المريرة توضح بأن المجتمع الدولي لم ينجح في حماية اللاجئين. وإننا نأسف عندما نرى أولئك الذين يضطرون إلى ترك ديارهم وبلدانهم وهم يتعرضون للتمييز على أساس لون بشرتهم ولغتهم ومعتقداتهم وثقافتهم".
وأكد أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب المحتاجين دون أي تمييز، انطلاقا من مفهومها الحضاري الذي يعتبر الإنسان أشرف المخلوقات.
وصرح أردوغان أنه زود زعماء الناتو خلال القمة الطارئة بمعلومات حول سياسة بلاده النشطة والمبدئية وجهودها الدبلوماسية الفعالة.
وأضاف الرئيس أردوغان أن القرارات التي اتخذت في القمة كانت خطوات لتعزيز بنية الردع والدفاع لحلف الناتو، مبينا أن الحلف ليس بالهيكل الذي شأنه تشكيل تهديد لروسيا أو لأي دولة أخرى.