قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، السبت، إن المفاوضات الأفغانية فرصة حقيقة للسلام، معربا عن أمله في عدم تفويتها، واستغلالها بالشكل الأمثل.
جاء ذلك في كلمة خلال مشاركته عبر اتصال مرئي في الجلسة الافتتاحية لمفاوضات السلام بين الحكومة الأفغانية، وحركة طالبان، في العاصمة القطرية الدوحة.
ووصف تشاوش أوغلو، اليوم بـ"التاريخي" بالنسبة إلى أفغانستان، معربا عن تقديره لدولة قطر نظرا إلى مساعيها الكبيرة في سبيل عقد المفاوضات واستضافتها على أراضيها.
وأضاف: "بعد سنوات طويلة من الصراع والنزاع، هنالك فرصة حقيقية للسلام اليوم، ونأمل ألا يتم تفويت هذه الفرصة التاريخية، وأن تسفر المحادثات عن اتفاق سلام دائم في البلاد".
كما عبّر عن أمله في رؤية أفغانستان ذات سيادة وديمقراطية، مؤكدا أن الشعب الأفغاني يستحق السلام والاستقرار، ولا يجب أن يصاب بخيبة أمل مرة أخرى.
وأشار أنه ما زال أمام أفغانستان طريق طويل مليء بالتحديات والصعوبات من أجل الوصول إلى السلام، ويجب أن تُعطى الأولوية لوقف إطلاق النار في البداية، إذ لا يمكن أن يمضي القتال والمفاوضات معا.
ولفت إلى أنه "ينبغي الحرص على إحلال سلام عادل ودائم، وعلى التعاون والتنسيق من أجل تبني استراتيجية تنمية اقتصادية، الأمر الذي من شأنه دعم الجهود الرامية إلى تحقيق النتائج التي ننشدها جميعا".
وأكد أن أفغانستان بحاجة اليوم إلى دعم الأسرة الدولية أكثر من أي وقت مضى، معربا عن استعداد بلاده لتقديم كافة أنواع المساهمات، بما في ذلك استضافة إحدى جولات المفاوضات.
كما شدد على استمرار وقوف تركيا إلى جانب أفغانستان وشعبها على الدوام.
وصباح السبت، انطلقت أول محادثات سلام مباشرة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة، بغية إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عقدين.
ويحاول طرفا الصراع من خلال المحادثات معالجة القضايا الشائكة؛ ويشمل ذلك شروط وقف إطلاق نار دائم وحقوق المرأة والأقليات ونزع سلاح عشرات الآلاف من مقاتلي طالبان والميليشيات الموالية لأمراء الحرب، بعضهم متحالف مع الحكومة.
يشار أنه في 29 فبراير/ شباط الماضي، شهدت العاصمة القطرية الدوحة، اتفاقا بين الولايات المتحدة و"طالبان" يمهد الطريق، وفق جدول زمني، لانسحاب أمريكي على نحو تدريجي من أفغانستان، وتبادل الأسرى.
ونص الاتفاق على إطلاق سراح حوالي 5 آلاف من سجناء طالبان، مقابل نحو 1000 أسير من الحكومة الأفغانية.
وتعاني أفغانستان حربا منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي حكم طالبان، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة الإرهابي، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر من العام نفسه، في الولايات المتحدة.