تطرق المرجع الشيعي العراقي علي السيستاني في خطبة الجمعة اليوم إلى الاحتجاجات التي تشهدها البلاد قائلاً إنها ستشكل انعطافة كبيرة وأن العراق بعد الاحتجاجات "لن يكون كما كان قبلها".
ويشهد العراق، منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، احتجاجات شعبية في العاصمة بغداد وغيرها من المحافظات، تطالب برحيل حكومة عادل عبد المهدي، التي تتولى السلطة منذ أكثر من عام.
ومنذ ذلك الوقت، سقط في أرجاء البلاد أكثر من 325 قتيلا ونحو 15 ألف جريح، استنادا إلى أرقام لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، ومفوضية حقوق الإنسان (رسمية تتبع البرلمان)، ومصادر طبية.
وأضاف السيستاني في خطبة الجمعة، التي تلاها ممثله أحمد الصافي، في مدينة كربلاء جنوبي العراق، "إذا كان من بيدهم السلطة يظنون أن بإمكانهم التهرب من استحقاقات الإصلاح الحقيقي بالتسويف والمماطلة، فإنهم واهمون".
وأردف: "لن يكون ما بعد هذه الاحتجاجات كما كان قبلها في كل الأحوال، فليتنبهوا إلى ذلك".
واعتبر السيستاني أن "المواطنين لم يخرجوا إلى المظاهرات المطالبة بالإصلاح بهذه الصورة غير المسبوقة، ولم يستمروا عليها طوال هذه المدة بكل ما تطلّب ذلك من تضحيات جسيمة، إلا لأنهم لم يجدوا غيرها طريقا للخلاص من الفساد".
ودعا إلى الإسراع في إقرار "قانون منصف للانتخابات يعيد ثقة المواطنين بالعملية الانتخابية، ولا يتحيز للأحزاب والتيارات السياسية".
ولفت السيستاني أنه رغم مرور مدة زمنية على انطلاق الاحتجاجات، إلا أن شيئا من مطالب المحتجين لم يتحقق.
واعتبر أن ذلك "يثير الشكوك في مدى قدرة أو جدية القوى السياسية الحاكمة في تنفيذ مطالب المتظاهرين حتى في حدودها الدنيا".
ورفض المرجع الشيعي التدخل الخارجي بالعراق، مؤكدا أن "معركة الإصلاح التي يخوضها الشعب إنما هي معركة وطنية تخصه وحده، والعراقيون هم من يتحملون أعباءها الثقيلة".
ورأى السيستاني أن "التدخلات الخارجية المتقابلة تنذر بمخاطر كبيرة، بتحويل البلد إلى ساحة للصراع وتصفية الحسابات بين قوى دولية وإقليمية، يكون الخاسر الأكبر فيها هو الشعب".