أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ الدول التي تؤوي أشخاصا كانوا وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 تموز/يوليو 2016، لا يمكن لها أنّ تعطينا الدروس.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها أردوغان في مأدبة إفطار رمضانية، السبت، بمدينة إسطنبول.
وأشار أردوغان إلى أنّ الغرب دائما ما كان يرجح مصالحه على القيم الإنسانية، وخياراته دائما ما كانت تتجه نحو النفط والدولار.
وحول تطورات الأوضاع في قطاع غزة قال أردوغان: "إسرائيل تستمد قوتها من صمت المجتمع الدولي ووصل بها الحد لقصف وسائل إعلام وهيئات إغاثة واستهدفت وكالة الأناضول لأنها لا تريد لأحد أن يطلع العالم على حقيقة أفعالها".
ولفت أردوغان إلى أنّ كل جهة تعمل على نقل الفظائع التي ترتكبها إسرائيل للعالم تعتبرها عدوة لها.
وبين أردوغان أنّ إسرائيل تعتقد بقصفها للمنظمات الإغاثية ستلقن أهالي غزة درسا، بالجوع والفقر، قائلا: رغم سياسات التعتيم والتخويف فإنّ وكالة الأناضول ستواصل عملها".
وقال الرئيس التركي: "كما في كل شهر رمضان، يحاول أعداء الإنسانية والإسلام تعكير أجواء هذا الشهر الفضيل، الحكومة الإسرائيلية تمطر غزة بالقنابل، النظام السوري المتلطخة أيديه بالدماء، لا يتوانى عن قصف المدنيين والمستشفيات والمدارس في إدلب في هذا الشهر الكريم، مئات آلاف الأطفال الأبرياء في اليمن أصبحوا ضحايا بين أنياب الجوع والقحط، جراء حرب قذرة، وفي ليبيا يتم التغاضي عن جنون قاتل مأجور من أجل آبار النفط، ومن آركان إلى الصومال ومن أفغانستان إلى العراق ترتفع أعمدة دخان الحروب في عالمنا الإسلامي في شهر رمضان".
وأضاف الرئيس التركي "من يحاولون إطاحة الرئيس الفنزويلي المنتخب، لا يمكنهم الحديث عن الديمقراطية، والذين لا يستطيعون الصدح بوجه الإرهاب الإسرائيلي، لا يمكنهم انتقاد نضالنا المحق الذي نقوده في إطار قانون الانتخابات (بتركيا)".
وأشار أردوغان إلى أنّ الغرب دائما ماكان يرجح مصالحه على القيم الإنسانية وخياراته دائما ما كانت تتجه نحو النفط والدولار.
وشدد أن "من يتحدثون عن حقوق الإنسان، يفرشون السجاد الأحمر لقادات المنظمة الإرهابية (بي كا كا) التي قتلت عشرات الآلاف الأبرياء في سوريا".
وقال أردوغان "من يتبجحون بالعدالة والحرية، لا ينبسون ببنت شفة إزاء المشانق التي تقيمها محاكم الانقلاب في مصر، بل على العكس تماما الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يستجيبون لدعوة السيسي، ويجلسون معه على طاولة واحدة ويتناقشون حول المستقبل. وهذا الموقف المتناقض إزاء جميع القضايا انطلاقا من مقتل الصحفي جمال خاشقجي بوحشية إلى العمل الإرهابي الشنيع في نيوزيلندا، يكشف عن نفسه بشكل أو آخر".
مقتل خاشقجي
وفيما يخص حادثة جمال خاشقجي قال أردوغان "لم يصدر بعد أي صوت أو موقف تجاه الموظفين الذين أرسلتهم المملكة العربية السعودية، قالوا لنا سنقوم بما يلزم لا تقلقوا. هذه ليست مشكلتي وإنما مشكلتك. وباعتباركم المملكة العربية السعودية، فإن الأشخاص الـ 15 الذين أرسلتهم هم من ارتكبوا هذه المجزرة، ومن ثم رفعت عددهم إلى 20، ولا تقومين بأي إجراء بسيط تجاه هؤلاء. أين هي عدالتكم؟".
انتخابات الإعادة في إسطنبول
وتطرق أردوغان إلى قرار اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، بإعادة انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى.
وقال "المسألة هنا لا تخص الصندوق ولا الإرادة الوطنية، ولا دعم النضال الديمقراطي لتركيا، فهنالك إلغاء الانتخابات الرئاسية في النمسا بعد مرور عامين على تنظيمها، هل سمعتم أي صوت حيال ذلك؟".
ولفت في المقابل إلى الغرب الذي ينزعج حتى من الطعن في الانتخابات البلدية في إسطنبول، قائلا "هذا نضال البحث عن الإرادة الوطنية وعن حق الذين أيدونا".
وأكد أن الشعب التركي لن يخضع للضغوط والتهديدات الخارجية، قائلا "وكما أن الشعب التركي حافظ على إرادته بروحه في 15 يوليو (محاولة الانقلاب الفاشلة)، سيتخذ قراره في 23 يونيو (إعادة انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول) بإرادته الحرة".