قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، إن الاقتصاد التركي يقدم أداء قويا رغم كافة الهجمات ومحاولات عرقلة تقدمه.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان في منتدى العمل التركي الفنزويلي بالعاصمة كاراكاس.
وأضاف أردوغان أن اقتصاد البلاد مبني على ركائز متينة.
وشدد أن تركيا باعتبارها بلد تعرض لهجمات اقتصادية في الأشهر الأخيرة، فإنها لا تقر التصرفات التعسفية التي تتجاهل ثوابت النظام التجاري العالمي.
وبيّن الرئيس التركي أن بلاده لا تقر العقوبات الأحادية والتقييد التجاري، وأنها تعتبرها خطأ كبيرا، ومن شأنها أن تزيد من عدم الاستقرار.
وتابع: "من غير الممكن تسوية القضايا السياسية عبر معاقبة شعب بكامله، وهي تجربة مريرة ثابتة في التاريخ".
وأكد أن تركيا تتبع موقفا حياديا وتتعاون مع جميع البلدان في إطار نظام تجاري شفاف قائم على القواعد.
وأعرب أردوغان عن استعداد بلاده لمشاطرة تجاربها الاقتصادية مع الأصدقاء الفنزويليين بما يعود بالفائدة على كلا البلدين.
الرئيس التركي نوّه بتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين بلاده مع دول منطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية.
وبيّن أن حجم التجارة بين تركيا ومنطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية ارتفع من 7 مليارات دولار في 2016 إلى 9.2 مليارات دولار في الأشهر التسعة الأولى من 2018.
وأكد الرئيس التركي أن بلاده تقف إلى جانب فنزويلا التي تتعرض لهجمات اقتصادية من قبل بعض البلدان.
وأشار أردوغان إلى أن نضال سيمون بوليفار قبل قرنين من الزمان أزال الغطاء المظلم للعبودية البربرية التي كانت تخيم على فنزويلا.
وأضاف: "واثق بأن صديقي (نيكولاس) مادورو أيضا سيحبط بدعم وتضامن الشعب الفنزويلي محاولات التطويق الاقتصادي (على بلاده)".
وقال: "أتمنى أن تعتبر هذه الزيارة التاريخية رمزا لتضامن الشعبين التركي والفنزويلي.. عاشت الصداقة التركية الفنزويلية".
ولفت أردوغان أن زيارته إلى فنزويلا فتحت صفحة جديدة في علاقات البلدين، معربا عن شكره لفنزويلا لدعم بلاده في مكافحة منظمة "غولن" الإرهابية.
ودعا أردوغان رجال الأعمال في تركيا وفنزويلا، إلى لعب دور أكثر فعالية في تعزيز العلاقات الاقتصادية القائمة بين البلدين.
وأوضح أردوغان أن تركيا وفنزويلا تمتلكان إمكانات اقتصادية واستثمارية كبيرة، وأن على كلا الجانبين، استغلال هذه الفرصة وتعميق العلاقات التجارية على أساس الربح المتبادل.
وأكد أن الجانبين بذلا مجهودا مضاعفا لتعزيز علاقاتهما الاقتصادية، وذلك رغم كافة محاولات العرقلة والتهديدات.
وتابع قائلاً: "الاجتماعات التي سنعقدها اليوم، مهمة جدا لتطوير علاقاتنا الاقتصادية، وسنوقع عددا من الاتفاقيات، وبعد أن تدخل تلك الاتفاقات حيز التنفيذ، سنكون قد أسسنا آلية اللجنة الاقتصادية المشتركة بين الطرفين".
وأضاف أردوغان أنه سيكون على تواصل دائم مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، لمناقشة العلاقات الاقتصادية والمسائل الاقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ولفت إلى أن مشاركة مادورو في القمة الاستثنائية الأخيرة لمنظمة التعاون الإسلامي من أجل القدس، تعد رسالة قوية للعالم بأسره.
وأردف قائلاً: "أعتقد أن حضور الرئيس مادورو قمة منظمة التعاون الإسلامي في وقت تزايدت فيه حدة العداء للإسلام والأجانب في العالم الغربي، أمر مهم جدا وخطوة قيّمة جداً، وأعلم أن وقوف فنزويلا إلى جانب المظلومين، أزعج بعض الجهات".