رغم نفي سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى أنقرة، جون باس، تقديم بلاده دعما مباشرا لـ تنظيم "ب ي د" (الذراع السوري لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية)، فإن الجيش الأمريكي يواصل تقديم الدعم للتنظيم على الأرض.
وفي مقابلة مع إحدى المحطات التلفزيونية التركية، اليوم الجمعة، قال السفير الأمريكي معلقا على موضوع دعم الولايات المتحدة لتنظيم "ب ي د" الإرهابي، إن بلاده تقدم الدعم لعدة مجموعات سورية في إطار مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا، بما في ذلك المجموعات العربية، وإن تنظيم "ب ي د" يندرج ضمن تلك المجموعات.
وأردف: "نحن لا نقدم دعمًا مباشرًا لـ(ب ي د)، ولا نقدم لهم أسلحة وذخائر"، على حد زعمه، نافيًا "أن تكون الولايات المتحدة قد قدمت أسلحة رشاشة ثقيلة مضادة للطائرات من طراز (دوشكا)".
غير أن مراسل الأناضول في محافظة الحسكة السورية، أشار إلى أن المروحيات الأمريكية حطت أكثر من مرة خلال العام الجاري، في القاعدتين العسكريتين الأمريكيتين في "رميلان"، شرقي مدينة القامشلي، والثانية بالقرب من قرية "خراب عشق"، جنوب شرقي بلدة عين العرب (أنشأتهما في 2015)، وأن سيارات التنظيم التي قدمت إليهما حمّلت كميات كبيرة من المستلزمات العسكرية.
وفي معرض إجابته عن أسئلة الصحفيين، خلال لقائه أعضاء "جمعية المراسلين الدبلوماسيين"، في العاصمة أنقرة، يوم 7 أبريل/نيسان الماضي، قال باس، إن بلاده لم تقدم الأسلحة والذخائر لـ "ب ي د".
وفي اليوم التالي لتصريحات السفير، قدمت المروحيات الأمريكية شحنات عسكرية كبيرة لعناصر التنظيم في قاعدة "رميلان".
ومن تصريحات باس، المتناقضة أيضا مع السياسة الأمريكية، زعمه أن بلاده لم تدعم في أي وقت، ما يسمى "الكانتونات" في سوريا، بالرغم من أن توسيع "ب ي د/بي كا كا"، سيطرتها في الحسكة، واستعادة السيطرة على "عين العرب" (شرقي حلب)، و"تل أبيض"(التابعة للرقة)، وتوحيدهم جرت بدعم من واشنطن.
ورغم رسالة باس حول فهم بلاده مخاوف تركيا الأمنية، إلا أن واشنطن لم تف بوعدها حول انسحاب عناصر التنظيم من مدينة "منبج"، وترك إدارتها لعناصر عربية.
وفيما يتعلق بتصريحات السفير الأمريكي حول دعم بلاده مباحثات أنقرة وموسكو حول وقف إطلاق النار بعموم سوريا وعمليات الإجلاء من حلب ، إلا أن المسؤولين الأمريكيين يقومون بتصرفات معاكسة لذلك في أرض الحقيقة.
وقال قادة في المعارضة السورية بحلب، إن واشنطن وجهت رسالة إلى قوات المعارضة المعتدلة التي تدعمها بشأن "عدم مشاركتها في مباحثات وقف إطلاق النار".
وأعرب باس، عن رفضه لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، ونفى ادعاءات تورط بلاده في دعم محاولة الانقلاب الفاشلة، إلا أن واشنطن لم تتخذ أية خطوة ملموسة بشأن إعادة "فتح الله غولن"، زعيم "تنظيم "غولن".