قال نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث باسم الحكومة نعمان قورتلموش، إن تركيا لا تعارض وجود الأكراد في شمال سوريا، لكنها ضد تواجد تنظيم "ب ي د" الإرهابي وميليشياته في المنطقة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده قورتلموش، اليوم الإثنين، عقب انتهاء اجتماع مجلس الوزراء بالعاصمة أنقرة.
وأضاف قورتلموش: "لا نعارض الوجود الكردي في شمال سوريا، لكننا نعلم أن إنشاء منظمة "ب ي د/ ي ب ك" حزامًا في المنطقة، يعني تقسيم سوريا. ومن البديهي أن تركيا لن تتسامح بهذا الخصوص، وستتدخل للحيلولة دون ذلك."
وتابع قورتلموش: "نرى أن قسماً كبيراً من قوات "ي ب ك" في مدينة منبج تغادر إلى شرق الفرات، وتخلي المدينة. هذا تطور هام وإيجابي بالنسبة لتركيا"
وحدد قورتولموش، ثلاثة خطوط حمراء رئيسية لبلاده في عملية "درع الفرات" التي أطلقتها الشهر الماضي شمالي سوريا ضد "التنظيمات الإرهابية".
الخط الأول يتمثل في اضطرار تركيا لحماية مدنها وحدودها من التنظيمات الإرهابية المنتشرة في سوريا.
وأشار قورتولموش أن الخط الأحمر الثاني يتلخص في دعم تركيا لوحدة تراب سوريا، ومعارضتها لتقسيمها وتجزيئها، فيما لفت أن الثالث هو أن بلاده لن تتسامح وستتدخل حيال أي حزام يسعى تنظيم "ب ي د" (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية)، لتشكيله في المنطقة، لأنه يعني مستقبلاً تقسيم سوريا، مؤكدًا أن بلاده لا تعارض الوجود الكردي شمالي سوريا.
ونوه قورتولموش أن قسمًا كبيرًا من قوات "ي ب ك" (الذراع المسلح لـ "ب ي د" الإرهابي) المنتشرة في منطقة منبج بحلب(شمالي سوريا)، انسحبت إلى شرق نهر الفرات، معتبرًا ذلك خطوة هامة وإيجابية بالنسبة لتركيا.
وأضاف المسؤول التركي أن بلاده ستواصل إصرارها إلى حين تطهير تلك المنطقة من الإرهاب بشكل كامل، مبينًا أن السكان الأصليين للمنطقة بدؤوا بالعودة إليها مع نجاح العملية(درع الفرات)، ولافتًا أن مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي تعد مثالًا لذلك.
وحول وجود عمليتين مرتقبتين في الرقة(شمال سوريا) والموصل(شمال العراق) لتحريرهما من يد تنظيم "داعش" الإرهابي، شدد قورتولموش أن الموقف التركي واضح بهذا الصدد ويتمثل بأن تكون العناصر المحلية في المدينتين هي العمود الفقري للعمليتين، لافتًا إلى أهمية عدم مشاركة "ب ي د" و"ي ب ك" في العمليتين بالنسبة لتركيا.
* تقرير وكالة موديز للتصنيف الائتماني
وبخصوص قيام وكالة موديز للتصنيف الائتماني بتخفيض الائتماني لتركيا من "Baa3"، الذي يعني إمكانية الاستثمار بها، إلى "Ba1" مع نظرة مستقبلية مستقرة، قال قورتلموش إن هذا التصنيف لا يعتمد على معايير اقتصادية ولا يتوافق مع ديناميات الاقتصاد التركي، بل هو قرار سياسي من الدرجة الأولى.
وأشار قورتلموش إلى أن الوكالة لو تعتمد على نفس المعايير والمعطيات التي اعتمدتها في التقرير الذي أصدرته في الحادي والعشرين من سبتمبر/أيلول الجاري، متسائلاً ما الذي حدث خلال يومين فقط لتصدر الوكالة تقريراً يناقض التقرير السابق الذي أصدرته.
* عضوية الاتحاد الأوروبي
وبخصوص مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أشار قورتلموش إلى أن تركيا ترغب في فتح فصول جديدة في ملف المفاوضات وخاصة الفصلين الثالث والعشرين والرابع والعشرين والخاصين بحرية الفكر والتعبير وحرية الإعلام.
وأكد قورتلموش أن تركيا ليس لديها ما تخجل منه بخصوص هاتين النقطتين وأنها لا يوجد ما يضطرها للتراجع عن ذلك.