أشاد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، بمشروع خط حديد (باكو- تبيلسي- قارص)، الذي يربط تركيا بأذربيجان مرورًا بجورجيا، مشيرًا أن الخط يشكل أهم حلقة في طريق الحرير التاريخي (طريق تجاري يربط الشرق بالغرب مروراً من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا).
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها يلدريم، مساء الجمعة، في العاصمة الأذرية باكو، على هامش زيارة يجريها للبلاد، والتي أوضح فيها أن المشروع المذكور الذي بدأ تنفيذه عام 2008، من المنتظر أن ينتهي أواخر العام الجاري 2016.
وحول أهمية المشروع، ذكر رئيس الحكومة التركية، أنه "سيتيح فرصة نقل البضائع من الصين وتركمانستان وكازاخستان عبر الأراضي التركية إلى أوروبا، ومنها بالعكس إلى الشرق الأقصى بكل سهولة".
وفي سياق آخر، أكد أنهم يبذلون كل ما في وسعهم من أجل الانتهاء من مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول (تاناب)، لنقل الغاز الأذري إلى أوروبا عبر الأراضي التركية، الذي بدأ تنفيذه عام 2015، مشدداً على أهمية المشروع بالنسبة لأمن الطاقة في أوروبا وتأمين احتياجاتها من الغاز.
تجدر الإشارة أنَّ اتفاق الشراكة لمشروع "تاناب"؛ تم توقيعه، في آذار/مارس 2015، من قبل شركة خطوط أنابيب نقل البترول التركية "بوتاش"، وشركة النفط الحكومية الأذرية "سوكار"، وشركة "بريتيش بتروليوم" البريطانية.
ومن المخطط أن ينقل "تاناب" حوالي 16 مليار متر مكعب من الغاز الأذري في المرحلة الأولى (10 مليار متر مكعب إلى أوروبا، و 6 مليار متر مكعب إلى تركيا) بحلول عام 2019 - ويعد من أهم خطوط الغاز الاستراتيجية التي تشرف عليها تركيا، ومن المنتظر الانتهاء منه عام 2018.
في سياق منفصل، أكد رئيس الوزراء التركي، وقوف بلاده إلى جانب أذربيجان فيما يتعلق بقضية احتلال أرمينيا لإقليم "قره باغ" الأذري، داعيًا الأخيرة إلى إنهاء احتلال الإقليم، بموجب قرارات أممية في هذا الصدد.
وتحتل أرمينيا منذ عام 1992، نحو 20% من الأراضي الأذرية، والتي تضم إقليم "قره باغ" (يتكون من 5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام"، و"فضولي"، متسببة بتهجير نحو مليون أذري من أراضيهم ومدنهم، فضلا عن مقتل نحو 30 ألف شخص جراء النزاع بين الجانبين.
ورغم استمرار التفاوض بين البلدين منذ وقف إطلاق النار عام 1994، إلا أن المناوشات المسلحة على الحدود بين الفينة والأخرى، والتهديدات باندلاع حرب أخرى، ما تزال مستمرة، في ظل عدم توقيع الطرفين معاهدة سلام دائم بينهما.
وحول مصادقة البرلمان الألماني "البوندستاغ"، الخميس الماضي ، على مشروع قرار يعترف بالمزاعم الأرمنية بخصوص أحداث عام 1915،ويعتبرها "إبادة جماعية"، جدد رئيس الحكومة التركية، إدانته للقرارا، واصفًا إياه بـ "المؤسف".
وأضاف أن "اتخاذ البرلمان الألماني قرارًا بخصوص قضية مر عليها 100 عام، وغير معلوم إن كانت صحيحة أم لا، لا سيما وسط اختلاف آراء المؤرخين حولها، أمر من شأنه إزعاج تركيا، والتأثير سلبيًا على علاقات صداقتنا، والقرار في حكم العدم بالنسبة لنا".
وصادق البرلمان الألماني، أمس على مشروع قرار يعتبر المزاعم الأرمنية المتعلقة بأحداث عام 1915 "إبادة جماعية"، إلا أن القرار يعدّ قرار توصية، وليس له أي جانب إلزامي من الناحية القانونية.
وفي سياق متصل، قال يلدريم إن "الدول (لم يحددها) التي تحرص على تعقب أحداث مر عليها 100عام، هى ذات الدول التي تتعمد تناسي، أحداث وقعت بالأمس القريب، مثل مجزرة خوجالي، وتنأى بنفسها عن هذه المجزرة وكأنها لا تعلم شيئًا عنها".
وتابع "هذه ازدواجية في المعايير، وغير مقبولة من قبل تركيا وأذربيجان"، وأردف "صديق أذربيجان هو صديقنا، وعدوها عدونا".
يذكر أن فرقة من الجيش الأرميني، ارتكبت "مذبحة خوجالي"، ليلة 25-26 فبراير/ شباط 1992، في إقليم "قره باغ"، المحتل من قبل أرمينيا، وذهب ضحيتها نحو 613 مسلم أذري مدني، منهم 106 امرأة و83 طفلاً، فيما أصيب 487 بجروح بالغة، فضلاً عن وقوع ألف و275 أذريًا رهائن، واختفاء 150 منهم.