أُقيمت في مقبرة الشهداء العثمانيين في مدينة "الكوت" بمحافظة واسط، جنوب شرقي بغداد، اليوم الجمعة، مراسم إحياء الذكرى المئوية للنصر الذي حققه العثمانيون على البريطانيين في المدينة.
وحضر المراسم مستشار السفير التركي في العراق سنان زران، الذي قال إن نصر "كوت العمارة" كان نصراً تركياً عراقياً مشتركاً، معرباً عن فخره لاحتفاله بتلك المناسبة مع أهالي الكوت.
بدوره قال نائب محافظ "واسط" رشيد البدري، إن انتصار الكوت كان نصراً مهماً للوحدة الإسلامية ضد الظلم، داعياً إلى الوحدة واليقظة في مواجهة التهديد الحالي الذي يمثله تنظيم داعش الإرهابي.
وحضر المراسم العاملون في السفارة التركية في بغداد، وممثلون عن عشائر عربية في الكوت، وحشد كبير من الأهالي.
وتعتبر معركة حصار الكوت، التي وقعت إبان الحرب العالمية الأول، بين القوات العثمانية والقوات البريطانية، ثاني أكبر نصر عثماني في الحرب العالمية الأولى بعد معركة جناق قلعة، حيث انتهى الحصار باستسلام الجيش البريطاني بالكامل، والبالغ عدد أفراده 13 ألف جندي، للقوات العثمانية.
ووفقاً لوثائق عسكرية في أرشيف رئاسة الأركان التركية، فإن قائد الجيش العثماني آنذاك، خليل باشا، كتب عقب استسلام الجيش البريطاني في 29 نيسان/ أبريل 1916، أن "التاريخ سيواجه صعوبة في إيجاد كلمات لتسجيل هذا الحادث". وأعلن خليل باشا النصر في معركة كوت العمارة بهذه الجملة "إن ثبات العثمانيين كسر عناد الإنكليز، فكان النصر الأول في جناق قلعة، والثاني هنا".
ووصف المؤرخ البريطاني جيمس موريس معركة الكوت بأنها "الاستسلام الأكثر إذلالاً في التاريخ العسكري البريطاني"، حيث بدأت المعركة بحصار الجيش العثماني للقوات البريطانية والحلفاء في بلدة الكوت الواقعة على ضفاف نهر دجلة جنوب شرقي العراق، وانتهت بسيطرة العثمانيين على الكوت واستسلام كامل الجيش البريطاني.
يذكر أن الجيش العثماني الذي حقق انتصاراً أسطورياً في الكوت، كان يضم قوات تركية وعربية قاتلت جنباً إلى جنب، في واقعة تاريخية لا تزال تذكر اليوم على ألسنة المسؤولين الأتراك كمثال على المصير المشترك والتلاحم والوحدة بين العرب والأتراك.