قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أن أكثر من سبعين ألف من السوريين يواصلون النزوح عن مدينة حلب السورية باتجاه الحدود التركية، في ظل تواصل القصف الذي تشنه روسيا وقوات نظام الأسد، على المحافظة، وطالب داود أوغلو الدول المانحة بتقديم المزيد من المساعدات والمعونات للشعب السوري لتفادي الأزمة التي يمر بها.
يأتي ذلك خلال كلمته في ختام مؤتمر مانحي سوريا الذي انطلقت أعماله، أمس الخميس، في العاصمة البريطانية لندن برعاية الأمم المتحدة.
وأوضح داود أوغلو أن بلاده تستضيف مليونين و541 ألفًا و897 سوريًا على أراضيها، مضيفًا أن هذا الرقم قابل للزيادة في ظل استمرار قصف المقاتلات الروسية وهجوم قوات النظام السوري على مدينة حلب، مشيراً إلى أن ما يزيد عن سبعين ألفا من النازحين يواصلون التقدم باتجاه الحدود التركية هرباً من القصف، فيما تشير تقارير إلى أن أعداد النازحين تحت وطأة القصف الأخير على المدينة قد زاد عن عشرة آلاف نازح.
وأعرب داود أوغلو عن قلقه حيال الأوضاع الأخيرة في مدينة حلب حيث ارتفعت وتيرة هجمات النظام عليها، مشيراً أن "النظام يريد تطويقها وتجويعها كما فعل في بلدة مضايا بمحافظة ريف دمشق".
وأضاف أنه في حال حصار المعارضة في حلب، فإنه لن يتم إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، موضحًا أن مجلس الأمن سيكون مسؤولاً عن حدوث أية كارثة إنسانية في حال حصار المدينة.
ودعا داود أوغلو كافة قادة العالم إلى "علاج الأزمة الإنسانية في سوريا من جذورها من خلال مكافحة النظام الوحشي وتنظيم داعش الإرهابي ومن يقدم الدعم لهما".
وأكد إنه ما لم تتمخض نتائج عن لقاءات جنيف القادمة، فإننا سنضطر لعقد "مؤتمر مانحي سوريا" كثيراً في المستقبل، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يشكّل حلاً وفقاً لتعبيره. وفي هذا الإطار قال داود أوغلو إنه "سيكون من الصعب إقناع المعارضة السورية لحضور مباحثات جنيف إن وقع الحصار، لا سيما وأننا لقينا صعوبة كبيرة في إقناعها من أجل المشاركة بمباحثات جنيف 3".
ويهدف مؤتمر مانحي سوريا إلى توفير التمويل اللازم لتلبية الاحتياجات الفورية وطويلة الأجل لمتضرري الأزمة السورية.
وخلص المؤتمر بقرار منح 5.6 مليار دولار مساعدات إنسانية لتغطية الأزمة السورية، فيما قرر المشاركون في المؤتمر منح 5.1 مليار دولار خلال أعوام 2017-2020.
وتشير الحكومة البريطاينة أن المؤتمر لن يقتصر على جمع المساعدات المالية فقط، وإنما يهدف أيضاً إلى تحقيق فرص التعليم والعمل للسوريين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين.
وشارك رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو ممثلاً عن تركيا في المؤتمر الذي يحضره زعماء أكثر من 70 دولة ومؤسسة دولية ومنظمات مجتمع مدني وشركات خاصة.