قال حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم الثلاثاء، أن اختراق الطائرة الروسية للمجال الجوي التركي "لا يبدو كحادثة" من وجهة نظر التحالف، وهو ما جاء على لسان ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف الناتو، في اشارة الى التصريحات الروسية التي عزت الحادث الى سوء الأحوال الجوية.
يأتي ذلك بعد أن دعا الناتو، أمس الإثنين، روسيا الى تقديم تفسيرات حول "الانتهاكات غير المسؤولة" والتي "تشكل خطرا كبيرا على الدول الأعضاء" في حلف الناتو، عقب اجتماع طارئ لسفراء الدول الأعضاء في الحلف، لمناقشة الانتهاك الروسي للمجال الجوي التركي.
وذكر الناتو في البيان أن "أمن التحالف غير قابل للتجزئة، وسنواصل متابعة التطورات على الحدود الجنوبية الشرقية لحلف شمال الأطلسي بشكل وثيق جدا، والتضامن القوي مع تركيا".
كما حذرت الأمم المتحدة على لسان المتحدث باسمها، ستيفن دوجاريك، أن العمليات الروسية "تخلق مشهدا حساسا ومحفوفا بالمخاطر، كما رأينا في انتهاك المجال الجوي التركي.
وأضاف: "ما نراه اليوم هو أن هناك العديد من الدول والتحالفات تعمل في سماء سوريا".
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إنه كان من المحتمل أن تستهدف تركيا الطائرة الروسية التي انتهكت أجواءها، داعيا روسيا للتصرف بشكل يوافق المعايير الدولية، ومعربا عن قلقه إزاء التطورات، وذلك في مؤتمر بتشيلي.
ومن جانبه وصف رئيس المجلس الأوروبي، "دونالد توسك"، انتهاك الطائرة الحربية الروسية للمجال الجوي التركي، بأنه "تطور يبعث على القلق"، منتقداً استهداف موسكو لفصائل المعارضة في سوريا، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك، عقده مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب لقاء جمعهما في العاصمة البلجيكية "بروكسل".
يأتي ذلك في الوقت نفسه الذي عقدت فيه تركيا اجتماعا أمنيا في في قصر تشانقايا في العاصمة أنقرة، لتناول خرق الطائرات الروسية للأجواء التركية وخطر الإرهاب القادم من الأراضي السورية والعراقية على تركيا، والحرب على الإرهاب داخل البلاد.
وأشار بيان صادر عن رئاسة الوزراء عقب الاجتماع الذي استمر 3 ساعات، أنه "تم بحث آخر التطورات على الساحة السورية، والخروقات الجوية الروسية للأجواء التركية، والخطوات التي ستتخذها تركيا في حال تكرار مثل هذه الخروقات.
على إثر ذلك، قالت موسكو أن سوء الأحوال الجوية كان السبب خلف اختراق إحدى طائراتها الحربية للأجواء التركية "لعدة ثواني"، يوم السبت الماضي، مؤكدة على أنها تتخذ التدابير اللازمة لعدم تكرار ذلك.
هذا وقد قالت وزارة الخارجية التركية، أمس الاثنين، أن طائرتين من القوات الجوية التركية اعترضتا، يوم السبت الماضي، الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، إحدى الطائرات الحربية الروسية التي كانت قد انتهكت الأجواء التركية، في سماء محافظة هاطاي، وأجبرتها على العودة باتجاه سوري.
وأشار البيان الصادر عن الوزراة، الى أن طائرتين تركيتين من طراز إف 16، كانتا تقومان بدورية في المنطقة، اعترضتا الطائرة الروسية وتعاملتا معها، في تمام الساعة 12:08 ظهرا بتوقيت تركيا، ما ترتب عنه مغادرة الأخيرة المجال الجوي التركي باتجاه سوريا.
وأفاد البيان أنه تم استدعاء السفير الروسي في أنقرة إلى وزارة الخارجية التركية، وإبلاغه احتجاج تركيا الشديد على ذلك الانتهاك، وضرورة عدم تكراره مستقبلا، وإلا ستكون روسيا مسؤولة عن أي حادث غير مرغوب به يمكن أن يحدث.