يعتقد العالمان التركيان مطورا لقاح كورونا، أوزلام توريجي وأوغور شاهين، أن هناك حاجة إلى المزيد من الوقت والبيانات قبل أن نتمكن من مناقشة متحور أوميكرون والتعرف عليه بشكل مفصل، مؤكدَين أنه لا يوجد سبب للقلق لأن لقاح كوفيد-19 موجود بالفعل.
ومن الواضح أنه مع تحديد المتحور الجديد أوميكرون، بات العالم مضطراً للتعامل مع فيروس كورونا لفترة أطول من المتوقع، حيث تشير الدلائل إلى أن أوميكرون قد يكون أكثر قابلية للانتقال من سابقه دلتا.
ولكن هل يعني ذلك أنه أكثر خطورة أو مقاومة للقاحات الموجودة؟
في 30 نوفمبر/تشرين الثاني، التقيت بمؤسسي شركة بيونتك ومخترعي لقاح كوفيد-19، العالمين أوغور شاهين وأوزلام توريجي في مدينة ماينز بألمانيا وطرحت عليهما هذه الأسئلة.
لكنني قبل أن أستعرض تفاصيل اللقاء، أود أن أعبر عن شعوري بالفخر الشديد لمقابلة عالمين محترمين حقاً، إذ إنه من النادر جداً أن يصادف المرء مثل هذه النفوس المتواضعة والمتفانية. وقد حضرت مع مجموعة من الصحفيين الأتراك، مؤتمراً صحفيا عاماً ثم تناولت العشاء معهما بعد ذلك حيث أتيحت لي الفرصة لمخاطبتهما على انفراد وطرح بعض الأسئلة.
ولدى السؤال عن مدى خطورة متغير أوميكرون وإلى أي مدى يستجيب للقاحات، وهل بدأت أجراس الإنذار تدق بالفعل، قال العالمان إنهما يحتاجان إلى أسبوعين من العمل وجمع البيانات للتّمكن من التّعليق بدقة على المتغير، لكنهما أضافا أنه لا ينبغي أن نشعر بالذعر أو الخوف لأن لقاح كوفيد-19 موجود لدينا بالفعل، كما أن الجرعة الثالثة المعززة منه توفر معدل حماية يصل إلى 97% والمتغير الجديد لن يكون عصياً على اللقاح.
والسؤال الأساسي هنا هو هل أصبحت الجرعة الثالثة مطلوبة؟
بعد انقضاء المؤتمر الصحفي، سألت العالمة توريجي عن تقييمها للوضع في تركيا حيث تلقى أولئك الذين يبلغون من العمر 65 عاماً فما فوق، إلى جانب الفئات الأخرى المعرضة للخطر، جرعتين من لقاح سينوفاك الصيني في البداية وجرعتين إضافيتين للتعزيز من لقاح بيونتيك-فايزر.
فهل توجد حاجة إلى جرعة ثالثة من بيونتيك؟ أم أن الجرعات الزائدة عن الحد تشكل خطراً على جهاز المناعة؟
وأجابت العالمة أنه يمكن أخذ جرعة ثالثة بعد 5 أشهر من تلقي الجرعة الثانية، مضيفةً أنه "ليس هذا الأمر ممكناً فحسب، بل ننصح بشدة أن تُأخذ الجرعة الثالثة".
وفيما يتعلق بتهديد محتمل لجهاز المناعة، قالت إنه لا توجد بيانات تشير إلى مثل هذا الخطر، إذ أن الجرعات المتكررة مع فترة زمنية كافية بينها تحافظ على مستويات الأجسام المضادة عند مستوى معين، وهي مهمة لبقاء الإنسان محمياً من خطر الفيروس.
وبالحديث عن المستقبل المنظور، علّق العالمان أنه ما زال لدينا فترة تتراوح بين 4-5 أشهر أخرى صعبة بسبب حلول الشتاء، لكنهما أضافا أن العودة إلى الحياة الطبيعية بشكل تام ستلوح في الأفق بعد انقضاء هذه الفترة. ووفقاً لرؤية العالمين التركيين أنه من المحتمل في الصيف المقبل، أن نتحرر من جميع القيود ولكن حتى ذلك الحين، يجب أخذ الحذر والالتزام الجاد بالقواعد مثل التباعد الاجتماعي والأقنعة والنظافة الجيدة، إلى جانب اللقاحات.
ومن أجل التغلب على هذا الوباء، يتعين على البلدان الغنية أن تلعب دوراً رئيسياً فيما يتعلق بظهور المتغيرات الجديدة لأن هذه الدول تتحمل مسؤولية تطعيم بقية دول العالم فضلاً عن مسؤولية سكانها. مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا أحد آمن حقاً حتى يصبح الجميع بأمان.