لم يكن كتاب (سيكولوجيا الجماهير) إلا من العقليات الفرنسية. وأما كاتدرائية نوتردام فهي معلم فرنسا قبل برج إيفل، بل إنها تتمتع بثقل ديني لجموع الكاثوليك، وينصب لها السواح سنويا بتعداد 12 مليون نسمة. فهل ستخمد مظاهرات ذوي السترات الصفراء الشرسة؟ وهل سيخرج الرئيس إيمانيول ماكرون منها سالما غانما، بعدما كبح زخم الجماهير بسبب الاستنفار الأمني بعلة التحقيقات لكشف من الذي جنى على الكاتدرائية؟
تلك الكاتدرائية التي صمدت 900 سنة امام الحربين العالمية، وأوى إليها شارل ديغول في معركته لتحرير الباريسيين، هي رمز ديني ووطني لكل فرنسا، وإحتراقها هو جرح صادم في قلب كل فرنسي وفرنسية. سترينا الأيام خفايا كل هاتيكم الأحداث، وسترى الشعوب كم كانت هي دمى ترقص حبال مستغلي الدين والمشاعر الوطنية. فإن نوتردام لم تشتعل بالقرن الثاني عشر، لأن النيران لم تختار تضرم فيها إلا بالأسبوع المقدس في 2019، تزامنا مع الربيع الأوروبي المؤود. يبدو أن غوستاف لوبون سيبتسم بقبره.