في جوار كنسية الصليب في نيوزيلاندا، يوجد ذلك المسجد الذي وقعت فيه أعظم وأكبر معجزة شهدناها بالتاريخ المعاصر! إطلاق صفة إرهابي على غير مسلم! رغم رفض العديد من وكالات الانباء العربية في الدول الإسلامية منح شرف تسمية الإرهابيين غير مسلمين لقب الإرهابي، فهو مخصص للمسلمين فقط، وقفت رئيسة وزراء نيوزلندا وهي تقول بحزن شديد عن ما حصل في بلدها أمام كاميرات العالم أجمع، "ما حصل كان عملاً إرهابي". فبعد أن انتهى من المباركة لبليون مسلم حول العالم، أنه قد تم اكتشاف إرهابي غير مسلم ستكون هذه المقالة شاهدة للحكومة النيوزلاندية.
بعد هذا الإعلان الذي يشفي الغليل لرئيسة الوزراء، ظهرت من جديد وهي ترتدي حجابا إسلاميا كتظاهر أن نيوزلاندا ترحب بكل الديانات. كما نفيد القراء أن الإرهابي كان أستراليا وليس نيوزلانديا، وقد نفذ العملية من صميم دوافع دينية بحته؛ حيث ملأ مسدسه بكتابات أسماء وتواريخ للحروب الصليبية ضد المسلمين، ووضع كاميرا فوق رأسه ليكون إطلاقه للنار مشابها لألعاب الفيديو حينما يبث هجومه مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي ، و هو يشغل موسيقى، حيث ما إن فتح باب المسجد ظهر له مسلم يقول له (Hello Brother) بمعنى مرحبا أخي، فضلا عن أن الإرهابي الأسترالي كان يعلن ويصرح بمواقع التواصل الإجتماعي أنه سينفذ هذه الجرائم المتتالية ولكن مواقع التواصل الاجتماعي اختارت عدم التعاون مع السلطات ضد هؤلاء بسرعة كافية، واكتفت بحذف حسابه بعد بثه للجرائم الفضيعة في مواقعها و نشر أفكاره السامة التي عبر عنها بصراحة أنها من إلهام دونالد ترمب، ذي النفح الأبيض العنصري.
جغرافياً، نيوزلاندا تقع تحت الدولة التي تسمى بأنها أسفل الأرض ألا وهي أستراليا، فهي أنئى و أبعد بقعة يتخيلها الإنسان بالخريطة. وكما وصف هذه البلدة معلمي الاستاذ جارث النيوزلاندي الذي كان يعملنا الأدب الإنجليزي في الجامعة الأمريكية قائلاً :( بلدي هو آخر دولة في العالم يُحتمل أن يكون فيه حرب أو إرهاب، فلا نشتهر نحن بشيء غير زيادة عدد الخراف التي ستطغى على كل قارتنا.)، وبالفعل العالم أجمع قد صُدم أن ذلك البلد الذي تمتع بكل ذلك الأمان تاريخيا وسياسيا، يقع فيه هذا الإرهاب من الإرهابيين المسيحيين المتعصبين الدُخلاء، فكما قال الإرهابي الأسترالي برنتون تارينت المنفذ لتلك الفاجعة بأنه يريد بث العنف بالدنيا، فبالتأكيد يختار نيوزلاندا ذلك البلد الآمن الذي لا يشكل فيه المسلمين سوى اقل من %٥، فلا يشكو ازدحاما و لا تعاقيد اجتماعية مع المسلمين. و لاننسى شكر النصارى النيوزلانديين الذين مثلو الدين النصراني المتسامح، حيث أسعفوا المسلمين، و فرشوا سور المسجد بالورود، وبكوا بحرقة على ماحصل.
بالنهاية أدعو الله بأن يحفظ المسلمين من إرهاب الصليبيين المتعصبين، و يحفظ دول العلمانيين من إرهاب العنصريين، فالسلام بيئة الدعوة للإسلام...الوحيدة.