شرعا على المرء الزكاة، وذوي العلم ينبغي عليهم تزكية علومهم؛ فما مقالي سوى دعوة لكل طبيب نفسي ناطق العربية ان يطبب اللاجئين السوريين بما حباه الله من علم. فالسنين التي قضاها الطبيب النفسي في الأكاديميات العالمية لم توجد لها اختبار بشراسة و قوة الإبتلاء الشامي. لن أكون سياسي، فسيكفيني القول ان سوريا ذكرت البشرية بجهنم، وستكون سبب لدخول الكثير للجحيم على ما يبدو.
الام السورية مفطورة القلب و الشيخ مكسور الخاطر، و الاطفال والنساء والرجال لا يستطيع قلبي ذكر مآسيهم، و إننا كمسلمين سعينا وسنسعى بالبترع في اللجان الموثوقة دوليا والمعتمدة حكوميا وفق قوانين بلد كل واحد منا، ولكننا لن نقدر على تلبية الاحتياجات النفسية التي تنقسم لنوعين من العلاجات. المَعرفية و الدوائية. فثمة أمراض نفسية لا تطيب إلا بتغيير سلاس الأفكار لدى الضحايا، و ثمة أحوال فسيولوجية لا تحل إلا بتدخلات عقاقير معينة.
لهكذا أمور يعجز الكل عن تحديد و توفير أدوية لا يطولها أحد إلا بتصريحات جمركية و تصديقات من وزارة الصحة لا يقرها إلا أطباء النفس المعينين رسميا. فيا علماء النفس، مآساة سوريا تناديكم. قال خالق النفوس
﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَافَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَاقَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾. التنسيق مع أي لجنة متاح، وتزكية النفس هو الفلاح.