عام مضى على تواجد المواطن السوري فادي منصور محتجزاً في مطار أتاتورك الدولي في اسطنبول.
فادي، 27 عاماً، محتجز في المطار منذ 15 آذار/مارس 2015، في غرفة لا ترى النور الطبيعي وليس فيها سرير، تدعى "غرفة الركاب المشكوك فيهم".
وقال فادي في مقالة نشرتها صحيفة بيانات التركية: "حلمي الوحيد الآن هو أن أنام والأضواء مطفأة. ثم أن أرى ضوء النهار وأن أشم الهواء الطلق. لكن هذه أمور ثانوية، فمشكلتي الأولية هي الضوء. هذا الضوء قوي زيادة عن اللزوم. لقد اكتفيت منه".
قدم فادي إلى تركيا سنة 2014 هرباً من القمع الأسدي ومن خدمة العلم التي باتت تعني أن تقتل أبناء بلدك. وبعد ان أمضى شهراً فيها، قرر السفر إلى ماليزيا لكن السلطات الماليزية لم تسمح له بالدخول لأنه يحمل وثيقة هوية مزورة على حد قولها. فعاد إلى تركيا في آذار 2015، وأمضى ثمانية أشهر في المطار بانتظار السماح له بالدخول. لكنه تعرض إلى كثير العديد من المضايقات على يد محتجز آخر فقرر السفر إلى لبنان من جديد، لكن السلطات اللبنانية لم تسمح له بالدخول، فعاود الذهاب مرة أخرى إلى تركيا، حيث أبقت عليه سلطات المطار في الحجز في ظروف صعبة.
ويقول محاميه أنه متهم باستخدام جواز سفر مزور، وأن جميع المحاولات لإدخاله البلاد قد باءت بالفشل.
يعيش فادي في غرفة الركاب المشكوك فيهم مع حوالي ثلاثين شخصاً آخر. ينامون على الصوفا أو الكراسي المتواجدة. ويأكل بعض السندويشات التي توزع عليهم. ويسمح له أحياناً بالتجول في منطقة الأسواق في المطار. ومؤخراً، فكر فادي في العودة إلى سوريا، قائلاً "على الأقل سأموت هناك مرة واحدة وينتهي الأمر، بدلا من الموت كل يوم أقضيه هنا في هذا المكان".
وتذكر قصة فادي بقصة مرهان كريمي ناصري، الإيـراني الذي أمضى 18 عاماً في مطار شـارل دـيغول في باريـس بعد الثـورة الإسلامية، والتي تم تـحويلها فيلماً سـينمائياً بعنوان "The Terminal"، بـطولة توم هانكس.