عدو الأمس رفيق درب اليوم.. البطل العثماني ميكائيل كوسس (ميهال غازي)

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 24.01.2022 17:30
آخر تحديث في 24.01.2022 17:41
الممثل التركي سرحات قيليتش أثناء تجسيده شخصية ميكائيل كوسس بمسلسل المؤسس عثمان الممثل التركي سرحات قيليتش أثناء تجسيده شخصية ميكائيل كوسس بمسلسل المؤسس عثمان

مع الشهرة الواسعة التي تحققها المسلسلات التركية التاريخية وعلى رأسها "المؤسس عثمان" ازداد اهتمام المشاهدين العرب بالتاريخ التركي والشخصيات التاريخية التي يشاهدونها على شاشات التلفزيون.

من هذه الشخصيات شخصية كوسا ميهال أو ميهال غازي الذي كان من ألد أعداء عثمان بن أرطغرل ثم اعتنق الإسلام وأصبح من أبرز أصدقاء عثمان ورفقاء السلاح. وكان له دورا بارزا في العديد من الفتوحات كما كان لأبنائه وأحفاده الذين عرفوا بـ"أبناء ميهال" أو (ميهال أوغلري) وشاركوا في العديد من الفتوحات في منطقة الروميللي.

كان ميكائيل كوسس تكفور (حاكم قلعة) هرمانكايا (تقع حالياً في ولاية بلجيك غربي تركيا) التابعة لإمبراطور روما الشرقية (بيزنطة) وكان مقاتلاً شرساً ومن ألد أعداء عثمان. وفي الحرب التي وقعت بين عثمان بي وبين حاكم أسكي شهير انضم له كوسس ليحارب ضد عثمان الذي يكن له عداوة شديدة وخلال المعركة قاتل كوسس بضراوة ولم يهرب مع حاكم أسكي شهير بعد انتصار عثمان وظل يحارب حتى وقع في الأسر لدرجة أن عثمان أعجب بشجاعته.

بعد أسر كوسس تم إحضاره أمام عثمان بي الذي تذكر مقولة شيخه ومرشده اده بالي عندما قال له "العفو زكاة النصر" فقرر العفو عن كوسس وإطلاق سراحه. ووعده كوسس بأن يكون وفياً له وأن يسانده ويدعمه وقت الحاجة.

أصبح كوسس صديقاً مقرباً من عثمان وبمساعدته نجا الأخير من محاولة اغتيال ولعب دوراً في فتح بلجيك وياري حصار.

ومع توطد العلاقة بين كوسس وعثمان وقربه من المسلمين اعتنق ميكائيل كوسس الإسلام عام 1313 وسمى نفسه عبد الله ميهال ولقبه عثمان بـ"كوسا ميهال" وأعلن ميهال تبعيته لعثمان وأصبح رفيقاً له في الفتوحات وتوسيع رقعة الدولة الجديدة. كما شارك مع أورهان غازي بن عثمان في فتح بورصا.

بعد وفاة ميهال غازي عام 1327 واصل أبناؤه وأحفاده من بعده المشاركة في حركة الفتوحات وكان لهم دور بارز في الفتوحات التي تمت في منطقة الروميللي حتى نهايات القرن السادس عشر.

ويقع قبر ميهال غازي حالياً بقرية هرمانكوي في قضاء إينحصار بولاية بلجيك. وفي الأحد الأول من شهر سبتمبر أيلول من كل عام تقام مراسم لإحياء ذكرى البطل العثماني يشارك فيها مسؤولين من الدولة والأكاديميين والمؤرخين.