كشفت الحفريات الجارية في مدينة "بيرة" القديمة الواقعة في ولاية أديامان الجنوبية الشرقية، عن أطلال ورشة نسيج يعود تاريخها إلى 1600 عام وأحجار ثقيلة كانت تستخدم لغزل الصوف وتحويله إلى خيوط.
ومنذ عام 2001 بدأت أعمال التنقيب على فترات متقطعة في مدينة "بيرة" القديمة، حيث تم اكتشاف نافورة رومانية تاريخية وأحجار كبيرة ومخبز وقنوات مائية وهياكل معمارية مختلفة. وأحدث اكتشاف لعلماء الآثار في المدينة القديمة هو ورشة النسيج التي يبلغ عمرها 1600 عام.
وفي حديثه إلى الصحافة المحلية قال "محمد ألكان" مدير متحف أديامان، إن أعمال التنقيب تباطأت في المدينة القديمة مع حلول فصل الشتاء. وأضاف:"في الحفريات التي أجريناها في موقع تبلغ مساحته حوالي 1000 متر مربع، حددنا العمارة السكنية ومباني العمارة المدنية. ونعتقد بناءً على هذه الهياكل، أن الزلازل التي حدثت من القرن السادس إلى القرن السابع ألحقت أضرارا بالعمارة السكنية للمدينة".
ووفقاً لمدير المتحف، ركز أحدث تنقيب لفريق علماء الآثار على جانب منطقة المقبرة في بيرة، وأوضحت النتائج التي اكتشفوها في هذه المنطقة، عن وجود ورشة للنسيج كان يتم فيها صباغة الأقمشة في أحواض الصباغة.
يذكر أن مدينة "بيرة" واحدة من أكبر مدن مملكة كوماجين. واحتلت المدينة مكانة هامة من الناحية الدينية والجيوسياسية إذ جاءت العديد من المصادر الرومانية القديمة على ذكر جمال مياهها. لكنها فقدت أهميتها بعد العصر البيزنطي ولم تسترد مجدها السابق.
ومن أهم عوامل الجذب الرئيسية للمدينة القديمة، المقابر الصخرية المنحوتة في المرتفعات الحجرية والفسيفساء الكبيرة الموجودة في المدينة والتي تظهر زخارف إبداعية وأشكال كروية ثلاثية الأبعاد ووحدات هندسية مثمنة الأضلاع تثير الاهتمام.