تحول حفل زفاف في إحدى قاعات الأفراح بمحافظة نينوى شمالي العراق إلى فاجعة بسبب حريق مفاجئ خلف قصصاً موجعة لضحايا بالمئات، وتضامناً عالمياً واسعاً.
وتظهر المقاطع المتداولة على منصة "إكس" (تويتر) لحظة اندلاع النيران في سقف تلك القاعة التي كانت تكتظ بالمئات من الضيوف.
وفجر الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة العراقية مصرع 100 شخص وإصابة نحو 150 آخرين، في حصيلة غير نهائية، جراء الحريق الذي نشب في إحدى قاعات الأفراح بمدينة نينوى.
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أوعز بإعلان الحداد 3 أيام على ضحايا الحادثة.
وتحولت أنغام الحفل ورقص العروسين "ريفان" و"حنين" وضيوفهما إلى صراخ وعويل، أعقبه محاولات هروب إلى خارج القاعة بسبب النيران، لتبدأ بعد ذلك محاولات الإنقاذ والإطفاء.
نيران ليلة العمر
نجا العروسان من نيران "ليلة العمر"، كما تقول تقارير إعلامية محلية، لكن الإحصائيات الرسمية الأولية أشارت إلى أن النيران "أودت بحياة 93 شخصاً، وتسببت في إصابة 101 شخص بحروق واختناقات"، وفق تصريحات صحيفة لوزير الصحة العراقي صالح الحسناوي.
وكان السبب الأولي للحريق، وفق تصريحات وزير الداخلية عبد الأمير الشمري لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، "افتقاد قاعة العرس المشيدة من مادة سريعة الاشتعال لمواصفات السلامة والأمان والألعاب النارية، التي أدت إلى احتراق السقف وانهياره على المتواجدين".
وروى ضيوف القاعة قصصا موجعة، إحداها ينقلها مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي، لابن يبحث عن أمه.
وبينما تقول زوجة الابن المكلوم لوسائل إعلام أمام القاعة: "بحثنا عنها بالمستشفيات وبين الضحايا ولم نجدها"، كان الزوج يصرخ عاليا، فقد وجد ملابس أمه بين حطام القاعة، وقد أكل النار معظمها، وخرج يجرى خارج القاعة وهو يرفع تلك الملابس ويبكي بحرقة.
وفي مشهد آخر، تظهر علامات القلق الشديد على وجه شخص أربعيني وأحد الناجين، على ابنته التي ترقد في العناية المركزة للعلاج من أثر الحريق.
ويروي قسطا مما حدث عبر منصات التواصل: "كنا قريبين من باب الدخول والخروج بالقاعة، وتفاجأنا بنيران السقف، واندفاع الناس للخروج وحدث ما حدث".
تضامن واسع
بخلاف مشاهد الحزن والأوجاع، تناقلت منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لتوافد عشرات العراقيين في الموصل، للتبرع بالدم لإنقاذ المصابين.
وكان الحزن عربيا أيضا، حيث تداولت منصات التواصل عشرات التغريدات التي تنعى ضحايا الحريق وتتضامن مع المصابين، بالإضافة إلى التضامن الرسمي العالمي مع العراق، بينها وزارة الخارجية التركية التي قدمت التعزية بضحايا الحريق.
كما بعث كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس فلسطين محمود عباس، وأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، برقيات تعازي وتضامن، وفق بيانات رسمية من تلك البلدان.
كما أصدرت السعودية ومصر والبحرين، بيانات تعاز وتضامن منفصلة مع العراق، وفق ما صدر عن وزارات خارجية تلك البلدان.
وقدمت السفيرة الأمريكية لدى بغداد آلينيا رومانسكي، ومتحدث الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، وبعثة الاتحاد الأوروبي لدى العراق، التعازي والتضامن مع العراق، وفق بيانات منفصلة.
ومن الشخصيات السياسية والدينية، قدم علي القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" بالخارج، التعازي والتضامن مع العراق، في بيانين منفصلين.
وكان العراق، قرر الحداد العام في مؤسسات الدولة كافة، لمدّة ثلاثة أيام، عزاءً في الضحايا ومواساةً لذويهم وأهلهم.