تحي تركيا الذكرى الـ 749 لوفاة المتصوف الشهير مولانا جلال الدين الرومي.
وبدأ الزوار يتدفقون بأعداد كبيرة إلى قونية، حيث قضى العالم الرباني والشاعر الزاهد حياته، لمشاهدة الاحتفالات المقامة بهذه المناسبة ولا سيما عروض الدراويش.
ويُعتبر الموت في عقيدة الفيلسوف الصوفي مولانا جلال الدين الرومي، "ليلة زفاف" المؤمنين ولحظة لمّ شمل العبد بخالقه، وفي الذكرى 749 لوفاته، توافد أتباع الصوفي المشهور عالمياً والكثير من السياح إلى ولاية قونية بوسط تركيا حيث يقع قبره وتقام أيام من الأنشطة والفعاليات للاحتفال بإرثه.
ويمتد الحدث المعروف باسم "شب عروس" أي "ليلة الزفاف" لغاية 17 ديسمبر/كانون الأول تاريخ وفاة الرومي الذي ترك وراءه أتباعاً كثر ينتمون لمجموعة من الثقافات والأديان حتى بعد قرون من وفاته.
وبدأت الاحتفالات في 7 ديسمبر/كانون الأول بعروض الدراويش الدائرة التي تعبر عن شكل من أشكال التأمل وحفل موسيقى صوفية لأحمد أوزهان في قاعة سما في مركز مولانا الثقافي. وستقام أحداث ومؤتمرات مماثلة حول حياته وتعاليمه لمدة 10 أيام في قونية، حيث استقر وتواصل مع تلاميذه.
ومن بين زوار قونية في هذا الموسم "نازنين موغيدام" وهي امرأة من أصل إيراني تعيش في تركيا وجاءت إلى قونية للمشاركة في الحدث، إذ تقول أن مولانا محبوب جداً في إيران وقد برز بين الفلاسفة والصوفيين والشعراء الآخرين لآرائه الموحدة مثل "أنا أنت وأنت أنا".
وتنتقل تعاليم الرومي من جيل إلى آخر سواء من قبل أتباعه أو نسله بما في ذلك "إيسين جلبي بايرو"، وهي إحدى حفيداته من الذين ينشرون رسائل أسلافها من خلال مؤسسة مولانا الدولية، حيث تشغل منصب نائبة رئيس المؤسسة، وتقول إنهم يعملون "بمسؤولية الإنسانية لنشر رسائل الوحدة والتآزر لمولانا".
ويرأس المؤسسة التي أُنشأت عام 1996 "فاروق حمديم جلبي" وهو شقيق "بايرو".
وحول أنشطة المؤسسة أوضحت "بايرو": "أولويتنا هي نقل تعاليم مولانا إلى الأجيال القادمة ومساعدة الناس على فهم ما يدرّسه بشكل صحيح، وتعمل مؤسستنا على حدٍ سواء لخدمة زوار ضريح مولانا وللحفاظ على العادات والتقاليد، نحن نشارك كل ما تعلمناه من أسلافنا مع الزوار، ويعتقد الناس أنهم ببساطة يحضرون عرضاً راقصاً أثناء مشاهدة الدراويش لكن تصورهم يتغير عندما يتعلمون المزيد عنه".