بعد أسابيع قليلة من حادثة دوران الأغنام بالصين ، شهدت الأردن نفس الحادثة، ودفعت الناس إلى البحث لمعرفة أسبابها، إذ فسرها البعض بأنها دلالة على اقتراب حدوث كارثة طبيعية، بينما ربطها البعض باقتراب قيام الساعة.
وتعد الواقعة إلى انتشار فيديو لقطيعٍ من الأغنام يدور حول نفسه في محافظة الكرك، جنوبي البلاد، لترد وزارة الزراعة حينها، بإصدار بيانٍ، أوضحت فيه، أن فريقاً فنياً أجرى كشفاً على الأغنام بعد تحديد الموقع، ولم يظهر وجود أي أمراض.
لكن الوزارة فسرت هذا الحدث بأنه سلوك أمومة لأغنام تبحث عن مواليدها في الحظيرة.
من جهتها، أفادت دائرة الإفتاء الأردنية، بأنها "ستجتمع لدراسة الظاهرة، والبحث عن كافة الأحاديث النبوية التي تشير إلى علامات الساعة واقترابها".
لم يفكّر أحدٌ بالعودة إلى "أصحاب الكار" أو أصحاب الخبرة والاختصاص، كما تسميهم بعض المجتمعات، وهم من يعيشون ليلهم ونهارهم بين الأغنام، حتى باتت الأخيرة جزءاً أصيلاً من حياتهم، يعرفون كل تفصيل بسلوكها وتحركاتها، والأقدر على وصف حالتهم، ألا وهم "الرعاة".
وتباينت آراء الرعاة بطريقة الوصف، ولكنها لم تحتلف من حيث المبدأ، إذ اعتبر بعضهم بأن ما جرى مع أغنام الكرك دليلٌ على إصابتها بالمرض، فيما رأى آخرون بأنها سلوكٌ اعتيادي تقوم به في بعض الحالات التي تتعلّق بمرعاها.
مرض الدوار
محمد عبد الله المصري (18 عاماً)، راعٍ مثقّف ومتعلّم، يدرس بتخصص علوم الأشعة في جامعة العلوم والتكنولوجيا (حكومية)، قال: "تربّينا وعشنا مع هذه الأغنام منذ كنّا أطفالاً، تخرّج إخواني من الجامعات وهم يعملون هنا".
وتابع: "شاهدت الفيديو (فيديو الكرك) كما شاهده غيري، عدد هذه الرؤوس التي تراها هو 410، من الطبيعي أن يمرض بعضها، وهذا ما أعتقد أنه حدث مع أغنام الكرك".
وتوقّع المصري أن تكون الأغنام مصابة بمرض الدّور، وهو على حدّ قوله ينتج عن وجود دودة في مخّها، ويسببّه لعاب الكلاب الضالّة.
وأوضح: "يكون حل ذلك إما بعلاج الأغنام المصابة، وتكون بالعادة للأعمار الصغيرة، أو بذبحها، وقد يؤدي إلى نفوق المصابة منها".
فيما استشهد والده عبد الله (50 عاماً) بإحضار حالة مصابة من بين القطيع بذات المرض الذي تحدّث عنه ابنه، إذ كانت تدور بشكل لا إرادي صوب جهتها اليمين.
وقال: "هناك أسباب أخرى لدوران الأغنام، فعند تعليفها (تقديم العلف لها) وتكون جائعة، تقوم بالدوران، أو عند المرض، وهي نادرة، ومن جهتنا لم نرَ تغيّراً على أغنامنا".
خالد الزعبي (46 عاماً)، راعٍ آخر وصاحب قطيع مكوّن من 400 رأس من الأغنام، أشار إلى أنّ أي أغنام تُخرَج من حوشها وعلفها، تقوم بالدوران لحين إعادتها إلى مكانها.
ودلّل على ذلك بحدوث ذلك معه، إذ قال: "قامت الأغنام بالدوران حول صهريج المياه لأنها كانت عطشة وتريد الشرب، ونحن كأصحاب خبرة لا نرى في فيديو دورانها غرابة".
في حين تساءل أحمد الجيزاوي (50 عاماً)، عن ربط البعض لما حدث بعلامات السّاعة، مُطالبًا من يقول ذلك بأن "يأتيَ بحديث يقول إن دوران الأغنام دليل على اقتراب يوم القيامة".
وشدّد قائلاً: "لدي القطيع الذي تراه وهو مكوّن من 250 رأس غنم، ولم أرَ أو ألاحظ أي تغيّر على سلوكها نهائيًا".
مرض معروف
وقبل نحو أسبوعين، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، مقطع فيديو سجّل في منطقة منغوليا شمال الصين، ويظهر مشاهد لدوران قطيع من الأغنام بشكل متواصل.
صحيفة نيويورك بوست الأمريكية ذكرت وقتها، أن دوران الأغنام قد يرجع إلى إصابتها بمرض بكتيريّ يسمى داء الليستريات المعروف أيضاً باسم مرض الدوران.
ويصيب داء الليستريات جانبًا واحدًا من دماغ الحيوان، مما يتسبّب في المَيل نحو الجانب المصاب، بشكلٍ يؤدي أحياناً إلى الشلل.
وفي حال تفشّي المرض، تتأثر به عادةً نسبة قليلة فقط من الأغنام، وتميل إلى اتّباع سلوك الدوران.