أعلنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، مساء الأحد، أن بلادها لا يمكن أن تصدّر الأسلحة للسعودية، في ظل الظروف الحالية.
جاء ذلك عقب بيان مشترك لألمانيا وبريطانيا وفرنسا أدانوا فيه مقتل الصحفي جمال خاشقجي، مطالبين السعودية بـ "أدلة" تدعم روايتها حول ظروف مقتله.
وجدّدت ميركل، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام غربية منها شبكة "يورو نيوز" الأوروبية، إدانتها مقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول.
وشدّدت المستشارة الألمانية على أنه هناك "ضرورة عاجلة لتوضيح ما حدث، ومحاسبة المسؤولين" عن الحادثة.
وأوضحت ميركل أنه فيما يتعلق بصادرات الأسلحة للسعودية، فإنها "لا يمكن أن تتم في الظروف الحالية".
وفي وقت سابق الأحد، صدر بيان مشترك عن وزراء خارجية بريطانيا جيريمي هنت وفرنسا جون-إيف لودريان، وألمانيا هيكو ماس بشأن مقتل خاشقجي.
وطالب البيان بـ"إجراء تحقيق دقيق إلى حين تحديد المسؤولية بوضوح عما حدث، والمحاسبة واتخاذ الإجراءات المناسبة عن أي جرائم ارتُكبت".
وأكد أنه "ليس هناك ما يبرر عملية القتل هذه، ونحن ندينها أشد إدانة".
وفجر السبت، أقرّت الرياض بمقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول إثر شجار مع مسؤولين سعوديين، وقالت إنها أوقفت 18 شخصا كلهم سعوديون.
ولم توضح المملكة مكان جثمان خاشقجي الذي اختفى عقب دخوله قنصلية بلاده في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، لإنهاء أوراق خاصة به.
وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبد الله القحطاني، وأمر بتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.
لكن وسائل إعلام غربية شككت في الرواية الرسمية السعودية، واعتبرت أنها "تثير الشكوك الفورية"، خاصة أن أول إقرار للرياض بمقتل خاشقجي، جاء بعد صمت استمر 18 يوما.
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الجمعة، عن خطة من شأنها الدفع بنائب رئيس الاستخبارات العامة المقال، والمقرب من ولي العهد بن سلمان، اللواء أحمد عسيري كـ "كبش فداء" في قضية مقتل خاشقجي.
وقبل أيام، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصدر تركي رفيع، أن خاشقجي قتل بعد ساعتين من دخوله القنصلية، وأنه تم تقطيع جسده بمنشار، على طريقة فلم "الخيال الرخيص" الأمريكي الشهير، وهي الرواية التي تداولتها عدد من الصحف الغربية والتركية منذ اختفاء الصحفي السعودي.
وقال المصدر إن مسؤولين كبارا في الأمن التركي، خلصوا إلى أن خاشقجي تم اغتياله داخل القنصلية، بناءً على أوامر من أعلى المستويات في الديوان الملكي.