لاقت نتائج الاستفتاء اللخاص بقرار الشعب البريطاني إزاء الخروج أو البقاء في الاتحاد الأوروبي، موجة من ردود الأفعال الرسمية وشبه الرسمية في القارة الأوروبية التي تابعت مجريات الاستقتاء عن كثب. وهو ما انعكس على التصريحات الأولية الصادرة من مسؤولي الاتحاد الأوروبي والدول المنضوية تحته والأحزاب السياسية فيها.
حيث أعرب رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، عن أسفه الكبير للقرار الذي اتخذه البريطانيون في استفتاء أمس الخميس، بخروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.
جاء ذلك في تصريحات صحفية لشولتز اليوم الجمعة، بعد اجتماعه مع رؤساء الكتل السياسية في البرلمان الأوروبي في بروكسل، لبحث تداعيات نتائج الاستفتاء البريطاني.
وأكد شولتز أن موقف البرلمان الأووربي من نتائج الاستفتاء واضح مضيفا: "نشعر بأسف عميق لاتخاذ الشعب البريطاني قراراً بالخروج من الاتحاد الأوروبي، إلا أن نتيجة الاستفتاء هي إعلان للإرادة المستقلة للشعب البريطاني بخصوص الخروج من الاتحاد".
وقال إنه سيعقد اجتماعاً استثنائياً مع رؤساء الكتل السياسية في البرلمان الأوروبي، الثلاثاء المقبل، لبحث ما سيتم فعله خلال الفترة المقبلة. وأوضح أن الاتفاقيات المعنية ستحدد الإجراءات التي سيتم اتخاذها خلال الفترة المقبلة بخصوص خروج بريطانيا من الاتحاد.
وقال شولتز إن البرلمان الأوروبي "مستعد للإسهام بشكل إيجابي في التطورات التي ستشهدها الفترة المقبلة"، مؤكداً على أهمية الاستقرار في الفترة الحالية، بالنسبة لبريطانيا وبالنسبة للدول الـ27 التي ستبقى في الاتحاد.
وأكد على ضرورة أن تبحث دول الاتحاد الأوروبي المتبقية، خلال الأشهر المقبلة، كيفية حماية الاتحاد وبشكل خاص كيفية حماية منطقة اليورو.
من جانبه، أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، عزمهم على حماية الاتحاد الأوروبي الحالي بدوله الـ 27، من أجل مستقبلهم.
وأضاف تاسك في تصريحات مقتضبة عقب صدور النتائج الرسمية للاستفتاء قائلاً: "الضربة التي لا تقصم ظهركم تقويكم" مشيراً في الوقت نفسه إلى مدى أهمية خروج بريطانيا من الاتحاد وجديته على الصعيد السياسي.
وقال تاسك: "هذه لحظات تاريخية لا يسعني أن أبدي ردود فعلي حيال ذلك، وما أتمناه هو أن نكون على استعداد لمواجهة النتائج السلبية".
وأوضح رئيس المجلس الأوروبي أنَّ قوانين الاتحاد الأوروبي ستبقى سارية في الفترة القادمة على بريطانيا، حتى خروجها بشكل رسمي.
فيما اعتبر الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند ان قرار البريطانيين "يضع أوروبا في مواجهة اختبار خطير".
كما وصف رئيس الوزراء الهولندي، مارك روتا، نتائج الاستفتاء بأنها "مخيبة للآمال"، مشيراً إلى أنه لا يرحب باقتراح "خيرت فيلدرز"، زعيم حزب "من أجل الحرية" اليميني الهولندي حول إجراء استفتاء مماثل في البلاد.
من جانب آخر، دفعت نتائج الاستفتاء في بريطانيا قادة الأحزاب اليمينية في أوروبا، إلى المطالبة بإجراء استفتاءات ماثلة في بلدانهم، رغبة منهم بأن تحذو بلادهم حذو بريطانيا في الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ففي فرنسا دعت، زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" اليمينية المتطرفة، ماريان لوبان، عقب إعلان النتائج الرسمية في بريطانيا التي تفضي إلى خروج الأخيرة من الأسرة الأوروبية الموحدة، إلى إجراء استفتاء مماثل في فرنسا.
ونشرت لوبان في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "انتصار الحرية كما أردتها منذ سنوات، والآن الدور على فرنسا وباقي الدول الأوروبية". ونشرت لوبان مكان صورتها الشخصية على تويتر، علم بريطانيا، ولاقى منشورها خلال ثوان معدودة، آلاف المشاركات من قبل متابعيها.
وفي هولندا قال زعيم "حزب الحرية" المتطرف غريت فيلدرز في تصريح صحفي في أول تعليق له على نتائج استفتاء خروج بريطانيا: "الآن الدور علينا"، وذكر فيلدرز أن ملف الاستفتاء سيكون سائداً في الانتخابات العامة التي ستشهدها هولندا العام المقبل.
وأشاد زعيم حزب رابطة الشمال، ماتيو سالفيني، بما أسماه "جسارة المواطنين البريطانيين وتوقهم للحرية" قائلاً: "الشكر للمملكة المتحدة، الدور الآن علينا".
وأوضح الرئيس المشارك لحزب الجبهة الوطنية القومي في بلغاريا، فاليري سيمينوف، أنه يتوقع تمزق الاتحاد الأوروبي قريباً، وأنه لا يرى خروج بريطانيا "أمراً مأساوياً".
وأظهرت النتائج الرسمية التي أعلنت اليوم الجمعة لاستفتاء البريطانيين على عضوية بلادهم في الاتحاد الأوروبي، تصويت 52% من الناخبين لصالح خروج بريطانيا في الاتحاد، مقابل 48% منهم لصالح البقاء فيه.
وتبع نتائج الاستفتاء إعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اعتزامه تقديم استقالته خلال مؤتمر حزب المحافظين الذي يرأسه، الذي سيعقد في أكتوبر/ تشرين أول المقبل.