في خطوة قد ترفع أسعار النفط في جميع أنحاء العالم، أعلنت المملكة العربية السعودية ومنتجون كبار للنفط اليوم الأحد عن تخفيضات مفاجئة بإجمالي 1.15 مليون برميل يوميًا اعتبار من مايو/ أيار حتى نهاية العام.
من شأن ارتفاع أسعار النفط أن يساعد في ملء خزائن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تشن بلاده حربًا على أوكرانيا وتجبر الأمريكيين وغيرهم على دفع المزيد من الأموال وسط تضخم يغذيه هذا الصراع جزئيًا.
من المرجح أيضًا أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التوتر في العلاقات مع الولايات المتحدة، التي دعت السعودية وحلفاء آخرين إلى زيادة الإنتاج في الوقت الذي تحاول فيه خفض الأسعار والضغط على الشؤون المالية لروسيا.
قالت وزارة الطاقة السعودية إن خفضها البالغ 500 ألف برميل يوميا سيتم بالتنسيق مع بعض أعضاء أوبك وخارجها بدون أن تسمهم. وتأتي التخفيضات بالإضافة إلى التخفيض المعلن في أكتوبر/تشرين أول الماضي والذي أثار حفيظة إدارة بايدن.
وصفت الوزارة الخطوة بأنها "إجراء احترازي" يهدف إلى استقرار السوق النفطية. تمثل التخفيضات أقل من 5٪ من متوسط إنتاج المملكة العربية السعودية البالغ 11.5 مليون برميل يوميًا في عام 2022.
من جانبه، قال العراق إنه سيخفض الإنتاج 211 ألف برميل يوميا والإمارات 144 ألفا والكويت 128 ألفا وكازاخستان 78 ألفا والجزائر 48 ألفا وسلطنة عمان 40 ألفا. تم نقل الإعلانات من قبل وسائل الإعلام الحكومية.
جاءت التخفيضات السابقة -بحوالي مليوني برميل في اليوم- عشية انتخابات التجديد النصفي الأمريكية التي كان ارتفاع الأسعار فيها يمثل مشكلة رئيسية. تعهد الرئيس جو بايدن في ذلك الوقت بأنه ستكون هناك "عواقب" ودعا المشرعون الديمقراطيون إلى تجميد التعاون مع السعوديين.
نفت كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية أي دوافع سياسية في النزاع، حيث قالت كل منهما إنها تركز على الحفاظ على سعر سوق صحي.
منذ تلك التخفيضات، اتجهت أسعار النفط بالفعل إلى الانخفاض. تداول خام برنت عند حوالي 80 دولارًا للبرميل في نهاية الأسبوع الماضي، انخفاضًا من حوالي 95 دولارًا للبرميل في أوائل أكتوبر/ تشرين أول، عندما تم الاتفاق على التخفيضات السابقة.
قال كريستيان كوتس أولريكسن، الخبير الخليجي في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس، إن السعوديين مصممون على إبقاء أسعار النفط مرتفعة بما يكفي لتمويل مجموعة من المشاريع الضخمة الطموحة المرتبطة بخطة رؤية 2030 لولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإصلاح الاقتصاد.
وقال: "هذه المصلحة الوطنية لها الأسبقية في صنع القرار السعودي على العلاقات مع الشركاء الدوليين ومن المرجح أن تظل نقطة احتكاك في العلاقات الأمريكية السعودية في المستقبل المنظور، حتى دون مراعاة البعد الروسي".
أعلنت شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط التي تديرها الدولة مؤخرًا عن أرباح قياسية بلغت 161 مليار دولار عن العام الماضي. ارتفعت الأرباح بنسبة 46.5% مقارنة بنتائج الشركة لعام 2021 البالغة 110 مليارات دولار. قالت أرامكو إنها تأمل في زيادة الإنتاج إلى 13 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2027.