بلومبيرغ: هبوط أسعار النفط يهز السعودية

ديلي صباح
اسطنبول
نشر في 21.04.2020 21:59
آخر تحديث في 22.04.2020 02:10
بلومبيرغ: هبوط أسعار النفط يهز السعودية

أدى الانهيار في أسواق النفط إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية، ووضعها في طريقها نحو الانكماش الأعمق منذ عقدين.

في غضون ذلك، ترزح المملكة التي تعد أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم تحت تأثير انتشار وباء كورونا، وهي تستعد للتأثير السلبي الثاني بعد انهيار سعر النفط وخفض الإنتاج غير المسبوق الذي تفاوضت عليه أوبك وحلفاؤها. التأثيران كلاهما سيخفضان عائدات الحكومة السعودية، ويعرقل بدوره انتعاشًا اقتصاديًا هشًا كان مأمولا.

تم تداول خام برنت عند أقل من 19 دولارًا للبرميل اليوم الثلاثاء -ربع المستوى الذي تحتاج إليه السعودية لموازنة ميزانيتها- مما يترك للمسؤولين خيارات محدودة لتعويض الألم الاقتصادي دون شل المالية العامة.

وفي تعليقها حول الأمر، قالت مونيكا مالك، كبيرة الاقتصاديين في مصرف أبو ظبي التجاري: "لقد غير هذا كل شيء"، وتابعت: "لقد استند الكثير من الانتعاش الأخير إلى حقيقة أن سعر النفط كان أعلى من 50 دولارًا إلى مستوى 60 دولارًا، مما يوفر الدعم للنشاط الاقتصادي، وقد تم تدميره للتو بالكامل".

تتيح نكسة انهيار أسعار النفط خيارات صعبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي أعلن خطة تحول اقتصادي اعتبرها محللون أنها "حالمة". وفي حين حققت تلك الخطة تقدما في جوانب هامشية مثل الترفيه، لا يزال الاقتصاد السعودي يعتمد على النفط الخام. وتهدد صدمة الأسعار الآن العديد من مشاريع الحكومة السعودية، مما يجعل من الصعب تمويل المشاريع والاستثمارات.

يقارن أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد "ريكاردو هاوسمان"، الحالة التي تواجه المملكة العربية السعودية بـ "الحرب التي تخاض على جبهتين على الأقل"، والمتمثلة في الوباء و أزمة أسعار النفط.

وقال هاوسمان: "كل صدمة من تلك الصدمتين في حد ذاتها ضخمة". وتابع: "كلاهما في نفس الوقت يجعل الأمور أكثر تعقيدًا."

أبلغت المملكة العربية السعودية حتى الآن عن نحو 12000 حالة إصابة بفيروس كورونا، وهو معدل حققته المملكة في ظل إغلاق مساحات كبيرة من الاقتصاد البالغ نحو 779 مليار دولار.

مع انخفاض أسعار النفط في الولايات المتحدة إلى ما دون الصفر لأول مرة في التاريخ، الأسئلة والتغريدات التي تسأل عن ما الذي يعنيه هذا الأمر للمملكة.

إن انهيار سعر خام غرب تكساس الوسيط له تأثير مباشر ضئيل على المملكة العربية السعودية، حيث إنها لا تبيع سوى 10 من نفطها إلى الولايات المتحدة. ويرتبط مصير المملكة بشكل وثيق بسعر خام برنت القياسي العالمي، وقد تعرض للانخفاض بنسبة قليلة بسبب انخفاض الأسعار الأمريكية.

قال يوجين واينبرغ، رئيس أبحاث السلع في Commerzbank AG: "كان انخفاض الأسعار بالأمس أمرًا مهمًا جدًا من الناحية النفسية"، مؤكدا: "هناك احتمال أن يغير ما حدث التصورات إلى الأبد."

يرجع السبب في تحرك الأسعار جزئياً إلى زيادة العرض خلال حرب أسعار النفط المريرة بين المملكة العربية السعودية وروسيا - ولكن أساسها هو توقعات لفترة طويلة من انخفاض الطلب. تحذيرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أنه سيدرس حظر استيراد الخام من المملكة العربية السعودية يزيد من المخاوف.

كان العديد من أصحاب الأعمال السعوديين يتطلعون إلى عام 2020 بكونه عام مشرق بعد عدة سنوات صعبة. الآن، يقول الاقتصاديون إنهم بالكاد يستطيعون خفض توقعاتهم بالسرعة الكافية.

يمكن أن يتقلص الناتج المحلي الإجمالي للسعودية بأكثر من 3 ٪ هذا العام في ما سيكون أول انكماش منذ عام 2017 - والأكبر منذ عام 1999 - وفقًا لمالك. البطالة على وشك الارتفاع حيث تكافح الشركات للبقاء على قيد الحياة.

ورجح اقتصاديون أن يتسع العجز في ميزانية الحكومة إلى 15٪ من الناتج الاقتصادي. فيما بلغ العجز المالي 4.5٪ العام الماضي بعد أن بلغ ذروته عند 17٪ في 2016 ، وفقًا لصندوق النقد الدولي.