خرجت تحالف (أوبك+) في أعقاب اجتماع دام 6 ساعات، في وقت متأخر الخميس، بإعلان عن أكبر خفض تاريخي في إنتاج النفط الخام، أملا في إعادة الاستقرار إلى الأسواق وإلى أسعار الخام التي تشهد انخفاضاً غير مسبوق.
فقد ناقشت الدول الكبرى المنتجة للنفط، عبر الفيديو افتراضيا، إعادة الاستقرار للسوق النفطية ودعم الأسعار المنهارة بسبب تفشي فيروس كورونا.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في بيان، فجر الجمعة، إن الاتفاق يقضي بتنفيذ (أوبك+) خفض في إنتاج الخام بمقدار 10 ملايين برميل يوميا اعتبارا من مايو/أيار المقبل حتى نهاية يونيو/ حزيران 2020.
وبحسب الاتفاق، فإن خفض الإنتاج سيتراجع إلى 8 ملايين برميل يوميا، اعتبارا من يوليو/تموز حتى نهاية 2020، يتبعه خفض بمقدار 6 ملايين برميل يوميا مطلع 2021 حتى نهاية أبريل/ نيسان 2022.
وحتى قبل تفشي كورونا، بلغ متوسط الطلب العالمي على النفط الخام 100 مليون برميل يوميا، ما يعني أن الخفض المعلن اعتبارا من مايو المقبل يشكل 10 بالمئة من الطلب اليومي.
وسيكون خط الأساس لحساب تعديلات الإنتاج من جانب التحالف، هو إنتاج النفط في أكتوبر/ تشرين أول 2018، باستثناء السعودية وروسيا، اللتين حافظتا على نفس مستوى الإنتاج، وفق أوبك.
وزادت: "تم الاتفاق على ما ورد أعلاه من قبل جميع الدول الأعضاء في أوبك والدول غير المنتجة للنفط المشاركة في إعلان التعاون، باستثناء المكسيك، ونتيجة لذلك، فإن الاتفاقية مشروطة بموافقة المكسيك".
ويعقد التحالف مؤتمرا افتراضيا آخر عن بعد بتاريخ 10 يونيو المقبل، لتقييم الإجراءات المتخذة، وتحديد إجراءات أخرى، حسب الحاجة لتحقيق التوازن في السوق.
تشكيك في إمكانية الحفاظ على الأسعار:
وفجر الجمعة، كتب وزير النفط الكويتي خالد الفاضل على تويتر، أن المكسيك تعطل اتفاق كافة الدول الأعضاء في التحالف، على خفض إنتاج النفط بمقدار 10 ملايين برميل يومياً.
وتسبب خضوع نصف سكان العالم للعزل للحد من انتشار وباء كوفيد-19، وتباطؤ حركة النقل وتراجع الإنتاج الصناعي، في هبوط أسعار النفط هبوطاً كبيرا.
فبينما كان سعر البرميل يتراوح حول ستين دولارا قبل أشهر، تراجعت الأسعار مطلع الأسبوع الماضي إلى مستويات لم تسجل منذ 2002 وأصبح سعر البرميل حوالي 21 دولارا.
لذلك تحاول البلدان ال13 الأعضاء في أوبك وشريكاتها الدول العشر التي تشكل جميعها تحالف "أوبك+"، التحرك.
ولتنظيم هذا الاجتماع، استأنفت الرياض وموسكو الحوار ووضعتا حدا لحرب الأسعار وحصص السوق، التي بدأتاها بعد المؤتمر الأخير الذي عقد في السادس من آذار/مارس في فيينا.
لكن البلدين فوجئا بعد ذلك بسرعة انتشار فيروس كورونا المستجد وانعكاساته الهائلة على الطلب، بينما كان العرض مفرطا حتى قبل انتشار الوباء.
وحتى إذا تم إبرام هذا الاتفاق، يشكك المحللون في قدرة المنتجين على دعم الأسعار. وقال محللون في مجموعة "رايستاد اينيرجي" إن "خفضا بمقدار عشرة ملايين برميل يوميا في أيار/مايو وحزيران/يونيو سيمنع بلوغ الحدود القصوى للتخزين وسيمنع الأسعار من الانهيار، لكنه لن يسمح بتحقيق التوازن المرغوب به في السوق".
ومن أجل بناء تحالف أوسع، دعت "أوبك+" للمرة الأولى دولا منتجة للنفط من خارج التحالف. ورحب وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك الخميس بحضور تسع دول إضافية بينها كندا والنرويج.
ولا تستطيع الولايات المتحدة التي دعيت إلى الاجتماع، المشاركة بشكل مباشر في المحادثات بسبب قوانينها لمنع الاحتكار التي تحظر هذا النوع من التفاهمات.
وستتسع دائرة المشاركين في الاتفاق الجمعة مع اجتماع لوزراء الطاقة في مجموعة العشرين الجمعة، لدراسة إمكانية القيام بتحرك بالتشاور بينهم.