سد "إليسو"، في جنوب شرق الأناضول، هو واحد من أهم المشاريع الواعدة في تركيا، وقد تم تنفيذه في إطار برنامج عام لتعزيز التنمية في المنطقة.
وقد بدأ السد مؤخراً في احتجاز المياه في خزانه تمهيداً لبدء توليد الطاقة الكهرومائية خلال الأشهر الثلاثة القادمة. وبلغ إجمالي كمية المياه المحتجزة 600 مليون متر مكعب، بينما تجاوز مستوى ارتفاع المياه داخل الخزان الـ 50 مترا.
ومن المتوقع أن يولد سد "إليسو" 4.1 مليار كيلوواط ساعي من الكهرباء سنوياً، مما يساهم في رفد الاقتصاد التركي بمبلغ 2 مليار ليرة تركية سنوياً.
وصرح المدير الإقليمي للمشروع "علي ناجي كوسالي" لوكالة أناضول يوم الثلاثاء أن 10.5 مليار متر مكعب من المياه ستكون في خزان سد "إليسو" بعد ستة أشهر من الآن. وقال: "نتوقع أن تصل المياه إلى مدينة حصن كيف بحلول نهاية العام، وسوف نبدأ في توليد الطاقة بعد تشغيل عنفات السد في فبراير 2020".
وأضاف "كوسالي" أن سد "إليسو" سوف يسهل أيضاً بناء سد "جيزرة"، وهو مشروع آخر مخطط له كجزء من برنامج تعزيز التنمية في المنطقة، ويفترض بناؤه على نهر دجلة شمال مدينة "جيزرة" إلى الأسفل من سد "إليسو". ومن المتوقع أن يتم توليد حوالي 1.2 مليار كيلوواط ساعي من الطاقة الكهربائية سنوياً بواسطة سد "جيزرة".
وبلغت تكلفة استثمار سد "إليسو"، الذي بني على نهر دجلة في ولاية ماردين 12 مليار ليرة تركية.
وسد "إليسو" هو ثاني أكبر سد في تركيا بعد سد أتاتورك، الذي تبلغ سعة خزانه 48 مليار متر مكعب من المياه والذي اكتمل بناؤه عام 1992. وقد صمم سد أتاتورك لتخزين المياه لأغراض الري على نطاق واسع وكذلك لتوليد الطاقة الكهرومائية.
كما بدأت تركيا ببناء سدود على نهر الفرات بقيمة 32 مليار دولار، في إطار برنامج تعزيز التنمية في المنطقة الذي أطلق عام 1977، وهو أحد أكبر وأشمل مشاريع التنمية المستدامة في العالم المتعلقة بأساليب الري الفعالة وخطط تطوير البنية التحتية المائية.
تجدر الاشارة إلى أن أكبر ثلاث محطات لتوليد الطاقة الكهرمائية في تركيا، وهي المقامة على سد أتاتورك وسد كاراكايا وسد كيبان على نهر الفرات، قد ساهمت بدعم الاقتصاد التركي بأكثر من 400 مليار ليرة تركية منذ افتتاحها في الثمانينيات.