رسم رئيس الولايات المتحدة جو بايدن مرة أخرى صورة متشائمة جداً لفصل الشتاء قائلاً إن المتحور الجديد لفيروس كورونا أوميكرون شديد العدوى. وحذر من الاحتمال القوي لمزيد من حالات كوفيد-19 قريباً. وأشار إلى أن الطريقة الأكثر أماناً للحماية من المتحول الجديد أوميكرون هي التطعيم، مضيفاً أنه لا يوجد عذر للبقاء دون تلقيح الآن.
وتؤكد البيانات التي جاء بايدن على ذكرها أن أعداد الحالات آخذة في الارتفاع، إلا أنه وبالرغم من الزيادة في عدد الأشخاص ذوي الاختبارات الإيجابية، فإن معدلات الوصول الإضطراري إلى المشافي آخذة في الانخفاض، إذ أن معظم المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالأوميكرون صاروا يتعافون بشكل كامل في غضون 2 إلى 3 أيام بدون دواء. وتعتبر أعراض أوميكرون خفيفة جداً مقارنةً بالمتغيرات السابقة. كما أبلغ المرضى عن أعراض أقل، مثل فقدان حاسة التذوق والشم أو الشعور بألم شديد.
وقد أثار ادعاء الرئيس الأمريكي بأن الحل الوحيد هو اللقاح، جدلاً كبيراً لأن العلماء يعتقدون أن متغير أوميكرون يشير إلى اقتراب نهاية الوباء.
توصيات العلماء
قال "تاري غروف كراوس" كبير علماء الأوبئة في معهد الإحصاء الدنماركي ومعهد اللقاحات الوطني، إن أحدث أبحاثهم تظهر أن أوميكرون يبدو أكثر اعتدالاً من متغير دلتا، وبالتالي يتوقع أن يصيب المزيد من الأشخاص بدون أعراض خطيرة. موضحاً أنه مستمر حالياً، وسيكون هناك انتشار هائل للعدوى الشهر المقبل. ولكن عندما ينتهي، سيتحسن الوضع أكثر بكثير من ذي قبل. زاعماً أن الانتشار السريع للمرض دون التطعيم سيوفر مستوىً جيد من المناعة لدى السكان، وقال إن أوميكرون سيبلغ ذروته في نهاية يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط وسيبدأ الضغط على نظام الرعاية الصحية في التراجع. وأعرب عن ذلك بقوله: "سنعود إلى حياتنا الطبيعية في غضون شهرين".
كما زعم وزير الشؤون الاجتماعية والصحة الفرنسي أوليفييه فيران، أن الموجة الخامسة من فيروس كورونا قد تكون الموجة الأخيرة، وأن أوميكرون سيكون المتحور الأخير، ما يعني نهاية الوباء.
علاوة على ذلك، فإن ادعاء الرئيس الأمريكي الذي يهيمن على السياسات الصحية العالمية، أن الوباء لا يمكن التغلب عليه إلا من خلال اللقاحات هو أمر مستحيل وفق الاحتمالات الرياضية.
ووفقاً للبروفيسور "أندرو بولارد" مدير مجموعة أكسفورد للقاحات التي طورت لقاح أسترا زينيكا، فإن التطعيم المنتظم للجميع في العالم ضد فيروس كورونا لن يكون مستداماً، وقد يكون ضرورياً. وأوضح "بولارد" أن الطريقة الصحيحة هي تطعيم أولئك الأكثر تعرضاً للخطر، وكان تصريح "بولارد" لوكالة أنباء بي بي سي جريئاً حيث قال:
"إن اللقاح ليس ميسور التكلفة حقاً ولا مستداماً وربما لا يكون مطلوباً لتطعيم كل شخص على هذا الكوكب كل 4 إلى 6 أشهر، ولأننا لم نتمكن حتى من تطعيم كل فرد في إفريقيا بجرعة واحدة، لذلك لن نصل بالتأكيد إلى نقطة يمكن فيها التعامل مع الجرعات الرابعة للجميع".
وإذا اعتبرنا أن شركة فايزر-بيونتيك وحدها قد نجحت في تنمية الاقتصاد الألماني بنسبة 0.5%، يمكننا أن نفهم بسهولة سبب إصرار الحكومات الحالية على هدف "إنهاء الوباء عن طريق تطعيم الجميع".
وفي الواقع إذا ما وضعنا كل ما تم ذكره جانباً... فإن استعراض المقالة لآراء علماء مرموقين ومعالجة التناقضات والنصائح الطبية المقدمة من المؤسسات ذات الصلة، ستواجهه تحذيرات ومحظورات على الإنترنت. ألا يفسر هذا الأمر بالفعل كل شيء بوضوح؟ وبمعنى آخر فإن ما تخشاه بعض الدوائر ليس فيروس كورونا نفسه، بل نهاية ظروف الوباء.