أطلق الرئيس رجب طيب أردوغان أثناء إلقاء خطبه في ولايتي إزمير ووان والتجمع البرلماني لحزب العدالة والتنمية الحاكم، حملة فعالة وواضحة فيما يتعلق بانتخابات العام المقبل والمرشحين للرئاسة ومرشحي المعارضة.
وأوضح أردوغان مشيراً إلى أن "العد التنازلي لانتخابات 2023 قد بدأ" أن حملته ستستمر بخطاب جديد على الأرض. وبالإضافة إلى الإعلان عن ترشحه، زاد من الضغط على رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي كمال قليجدار أوغلو بقوله "هل سترشح نفسك أم لا؟" وتوجه بالسؤال لـ"طاولة الستة" المعارضة "أين مرشحكم؟".
ومن اللافت أن أردوغان أثار مؤخراً فقط مسألة مرشح المعارضة للرئاسة، بينما أمضت المعارضة العامين الماضيين تتحدث وتؤجج النقاش حول الانتخابات المبكرة والمرشحين الرئاسيين المحتملين، ما جعل نهج المعارضة هذا يساهم في قدرتها على وضع جدول أعمالها.
ويعد استهداف أردوغان المباشر لقليجدار أوغلو وكتلة المعارضة ظاهرة جديدة بحيث يعتبر أنصار حزب الشعب الجمهوري أن "تحالف الشعب وقع في الفخ وأعلن مرشحه بالضبط عندما أراد حزب المعارضة الرئيسي" وأن "حزب الشعب الجمهوري سيختار مرشحه وقتما يشاء".
ومع ذلك، فإن أردوغان يوجه سؤاله بالفعل للمرشح الأوفر حظاً وهو قليجدار أوغلو والمرشح المحتمل الذي تحرسه كتلة المعارضة في محاولة لإبعاده قدر الإمكان عن الانتقاد قائلاً "أي نوع من المرشحين ذاك الذي سيفقد المصداقية بمجرد إعلان اسمه وتعرُّف الشعب عليه؟ أي نوع من المرشحين ذاك الذي سيفقد سمعته ودعمه بمرور الوقت؟"
أعلنوا عن مرشحكم
تصر المعارضة على أن الرد على تحدي أردوغان بـ "إعلان مرشحهم" هو في الواقع دعوة لهم للوقوع في الفخ. ومع ذلك ، فإن توجهه بالسؤال لهذا المرشح المجهول يشكل ضغطاً مباشراً على "طاولة الستة" سواء اختاروا مرشحاً أم لا. وإذا انتهى الأمر بقليجدار أوغلو ليكون المرشح المفضل، فسيكون قد أصابه الضعف بالفعل. وفي الوقت نفسه يواجه رؤساء بلديات حزب الشعب الجمهوري انتقادات متزايدة بسبب المنافسة بين أحزاب المعارضة، وخاصة بعدما قام رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو مدفوعاً بجشعه، بتشويه سمعته بين أنصار حزب الشعب الجمهوري. ولا يزال من الصعب على رئيس بلدية أنقرة منصور يواش أن يقدم نفسه كمرشح لمعالجة المشاكل الملحة في البلاد. وإذا ما اختارت المعارضة شخصاً آخر، فسيكون أمامه وقت محدود لتقديم نفسه للناخبين. وعلاوة على ذلك، سيتم تصنيف أي مرشح باستثناء قليجدار أوغلو، على أنه "غير فعال" و "غير قادر على الحكم" و "دمية" بسبب وصاية كتلة المعارضة.
حملة الرئاسة الطويلة بدأت رسميا
من المتوقع أن تكون انتخابات 2023 انتخابات "للأسئلة والأسئلة المضادة والردود" وسنشهد معركة كلامية حول "مصالح تركيا الوطنية" "الهوية الوطنية" و "المرشح الأفضل لدخول البلاد قرنها المقبل".
وتشير الأسئلة العشرة التي طرحها أردوغان على قليجدار أوغلو فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والأمن القومي والدفاع وآثارها على السياسة الداخلية إلى الشكل الذي ستتخذه الانتخابات المقبلة. وهناك بعض الأسئلة الأساسية التي طرحها حزب الشعب الجمهوري و "طاولة الستة" الذين لم يستطيعوا الاتفاق على سياسة مشتركة فيما يتعلق بالقضايا الأكثر إلحاحاً في البلاد، تشمل قضايا ليبيا والدفاع عن سلطة تركيا البحرية شرق المتوسط، وعسكرة جزر بحر إيجة، ودعم أكاذيب أرمينيا من خلال الادعاء بأن تركيا كانت "ترسل الجهاديين" إلى أذربيجان، وممارسة تركيا حق النقض في الناتو لمنع دخول السويد وفنلندا، والتقدم الاستثنائي الذي حققته تركيا في العديد من مجالات الدفاع، وتعاون الولايات المتحدة مع تنظيم واي بي جي الإرهابي شمال سوريا، وموقف حزب الشعب الجمهوري بالتصويت ضد العمليات العسكرية عبر الحدود في البرلمان، وهل سيعمل حزب الشعب الجمهوري مع واي بي جي إذا ما وصل إلى السلطة، وهل سيعيد قليجدار أوغلو الموظفين العموميين الذين تم فصلهم بمرسوم، غير مدرك لخطر جماعة غولن الإرهابية التي ينخرط أعضاؤها في أنشطة عدائية ضد تركيا في الخارج؟