فرضت السلطات الصينية قواعد جديدة لاختيار المتقدمين المؤهلين لأداء فريضة الحج، من ضمنها أن يستوفي المتقدم معيار "الوطنية"، في خطوة يراها خبراء بأنها تمثل "سيطرة الدولة على الحياة الدينية".
وحددت المادة الـ 12 من اللوائح الجديدة الصادرة، الاثنين، عن "مصلحة الشؤون الدينية الوطنية والجمعية الإسلامية الصينية" التي تدار مركزيا، "الشروط الأساسية" للمتقدمين للحج.
وتشترط المادة أن يكون المتقدمون من المسلمين الصينيين البالغ عددهم 23 مليونا، "وطنيين وملتزمين بالقانون مع حسن السيرة والسلوك".
كما تمنع الشروط من أدوا الفريضة سابقا من التقديم مجددا، إضافة إلى حظر الحج الفردي أو الشخصي.
وأشارت اللوائح الجديدة إلى أنه "لا يجوز لأي منظمة أو فرد آخر تنظيم أنشطة الحج".
بدوره، قال الناشط الأويغوري نوري توركل، الذي يعمل في اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية، لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، إن الصين تسمح "بالحج الرسمي فقط" منذ عام 2005.
وأضاف أنه "مع ذلك فإن القواعد الجديدة توضح كيفية اختيار المشارك ليكون مؤهلا لأداء الفريضة".
من جانبه، قال شيه شين يو، أستاذ العلاقات في آسيا الوسطى بجامعة "تسينغ هوا الوطنية" في تايوان، إن "التعديلات تعد امتدادا لسياسة إضفاء الطابع الصيني على الدين".
وأضاف شيه، أن "الحكومة الصينية تريد السيطرة الكاملة على الحياة الدينية للناس، دون تأثير خارجي بسبب العولمة، بغض النظر عن الإسلام أو الكاثوليكية".
وتابع: "تم تقديم مصطلح إضفاء الطابع الصيني، بشكل أساسي من قبل إدارة الرئيس شي (جين بينغ).. والهدف النهائي هو السيطرة الكاملة على القطاع الديني".
والمقصود بالمصطلح المذكور إخضاع المجتمعات غير الصينية لتأثير الثقافة الصينية، ولا سيما الثقافة واللغة والمعايير المجتمعية والهوية العرقية.
وأوضح الخبير أن "المواد من 7 إلى 17 تحدد مؤهلات كونك مسلما صينيا للمشاركة في فريضة الحج"، من بين 42 مادة مقسمة إلى سبعة فصول من اللوائح الجديدة.
ويشير هذا إلى أن "الدولة الصينية (الحكومة المحلية أو المؤسسة الإسلامية المرخصة، المكونة أساسا من الأئمة المدربين من الدولة) هي المسؤولة عن مراجعة واختيار المسلمين الصينيين الراغبين في أداء الحج"، بحسب المصدر نفسه.
وأعرب شيه، عن قلقه من التعديلات الجديدة، مشيرا أنه "من الصعب القول إن الحج الذي تسيطر عليه الدولة سيكون عادلا".
وأكد "عندما يتم اختيار مسلم صيني لأداء فريضة الحج التي تنظمها الدولة، يمكن أن يؤدي هذا أيضا إلى الفساد".
وزاد: "دون مراقبته من قبل المرشدين السياحيين الذين تنظمهم الدولة، قد يشهد الحج الخاص تجربة مختلفة تماما".
ولفت شيه إلى أن ذلك "يشمل الاجتماع بحرية مع مسلمين من دول أخرى، وتبادل المعلومات والأفكار الدينية، وهذا غير مرحب به من قبل الحزب الشيوعي الصيني".
وأوضح أن العديد من الشباب المسلمين الصينيين الذين ذهبوا إلى مصر ودول الخليج الأخرى لدراسة الإسلام، أصبح فهمهم للدين مختلفا عن النسخة التي تسمح بها بكين.
واختتم حديثه بالقول "والذين ذهبوا للحج بمفردهم أصبحوا أكثر احتراما في بلداتهم بعد عودتهم إلى ديارهم، فتتمتع كلماتهم بسلطة أكبر من الأئمة المحليين الذين دربتهم الدولة".