استضافت جامعة أنقرة في العاصمة التركية، الاثنين، احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية بالتعاون مع السفارة السعودية في تركيا.
ونظمت الفعالية في كلية الشريعة بالجامعة، بحضور السفير السعودي في أنقرة فهد بن أسعد أبو النصر، والملحق الثقافي للسفارة الدكتور فيصل عبد الرحمن أسره، ورئيس جامعة أنقرة البروفيسور نجدت أونوار، وعميد كلية الشرعية في الجامعة البروفيسور عرفان أيجان، إضافة إلى سفراء ودبلوماسيين من عدد من الدول العربية.
وبدأت الاحتفالية بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم فيديو تعريفي باليوم العالمي للغة العربية، وعروض مختلفة قدمتها مجموعة من الطلاب.
وخلال الفعالية، استهل السفير السعودي كلمته بتقديم التعزية للكويت حكومة وشعباً في وفاة أميرها الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي وافته المنية السبت.
وأشار أبو النصر أنهم يحتفلون بمناسبة يوم اللغة العربية الموافق يوم 18 ديسمبر/ كانون الأول، الذي أقره المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" كيوم عالمي للاحتفاء باللغة العربية.
وأكد أنهم يحتفلون اليوم بـ"تراث لغوي غني ومتنوع يعكس تاريخاً حافلاً بالإبداع والثقافة"، مبيناً أن العربية هي "لغة القرآن الكريم، والشعر والأدب".
ولفت أن اللغة العربية تتجلى جمالياتها من خلال القصائد الرائعة التي ألهمت الكثير عبر العصور.
وبيّن السفير أن العربية "لغة تنبعث منها الجمالية والعمق وتحمل في طياتها مفردات معبرة وتعابير راقية تجسد جمالًا لفصاحة وعمق الفكر البشري".
وقال: "لغتنا العربية تستحق التقدير والاحتفاء، فهي جزء لا يتجزأ من هويتنا وثقافتنا، وعلينا تعزيز استخدامها في مختلف المجالات لنبقى مواكبين للتطور والتقدم بالاستفادة الأمثل من مخزونها اللغوي الغني والمتنوع".
وأضاف: من خلال قصائد الشعر يتجلى عمق اللغة العربية وجمالها: "في غُصنِ الكلمِ قوةٌ وسرور.. تراقص الحروفَ فوقَ أوراق الفُصول.. في حرف واحدٍ ينبضُ الحنين.. وتتراقصُ العواطفُ على نبضِ الألحان".
وأوضح أن العربية "تجسد الترابط بين الماضي والحاضر لكونها جسر للتواصل بين الأجيال المختلفة، وتعد محطة للفنون والثقافة".
وأشار إلى الجهود التي تبذلها الحكومة السعودية فيما يخص الحفاظ على اللغة العربية ودعمها وإيجاد البيئة الملائمة لتطويرها وترسيخها من خلال مجمع الملك سلمان للغة العربية.
وأكد أن السعودية وتركيا تربطهما علاقة "تاريخية أخوية وثيقة"، وقال: "ونظرًا للمكانة التي يتمتع بها البلدان الشقيقان تشهد العلاقات نموًا ومزيدًا من التعاون والتفاهم المشترك حول الموضوعات التي تهم مصالح البلدين والأمة الإسلامية".
وأردف: "أود أن أؤكد على أهمية تعزيز التعاون الأكاديمي الذي له أثر كبير في بناء جسور التواصل بين بلدينا وشعبينا الشقيقين".
وأشار أن جامعة أنقرة تسهم في بناء جسور التواصل الحضاري والثقافي بين الشعوب، معربًا عن شكره للقائمين على الجامعة ورئيسها وعميد كلية الشريعة لاستضافتهم الاحتفالية.
من جانبه، أوضح الملحق الثقافي للسفارة السعودية فيصل عبد الرحمن أسره أن العربية "كانت لغة العلم والحضارة لقرون، وتتمتع بتراث ثقافي واسع وعميق".
وتطرق إلى جهود بلاده لنشر اللغة العربية في الداخل والخارج، مشيرًا أن تعزيز التواصل العلمي والمعرفي والثقافي يعتبر الهدف الرئيسي لرؤية السعودية 2030.
وشدد أن السعودية نظمت العديد من المسابقات المحلية والدولية سنويًا من أجل الحفاظ على اللغة العربية.
وأشاد باهتمام الجامعات والمدارس التركية بتدريس اللغة العربية، لافتًا أن كلية الشريعة بجامعة أنقرة "لعبت دورًا رائدًا في تعزيز تواجد اللغة العربية".
من جانبه، لفت رئيس جامعة أنقرة نجدت أونوار أن الأمم المتحدة اعتمدت العربية كلغة رسمية سادسة لها، وأنها اللغة الأم لملايين الأشخاص في مساحة جغرافية واسعة.
ولفت أن اللغة العربية منتشرة على نطاق واسع في تركيا، وقال: "اللغة العربية كانت لغة حضارة مهمة عبر التاريخ، ومع ولادة الإسلام، اكتسب ثراء تعبيرها زخمًا جديدًا".
وأكد أونوار أن الأبجدية العربية تُستخدم في أنحاء مختلفة من العالم، مبينًا أن اللغة العربية يتم تعليمها بشكل واسع في مراحل مختلفة للتعليم بتركيا.
بدوره، ذكر عميد كلية الشريعة في الجامعة عرفان أيجان، أن أكثر من 400 مليون شخص يستخدمون العربية كلغة تواصل يومية، مشددًا أنها تحمل أهمية كبيرة في نقل التراث الثقافي الإسلامي إلى الأجيال القادمة.
وأوضح أن العربية لغة علم، مؤكدًا ضرورة تدريس هذه اللغة بشكل جيد من أجل فهم الإسلام وشرحه بشكل صحيح.
وبيّن أن جامعة أنقرة تتعاون مع المؤسسات السعودية فيما يخص مجال تعليم العربية.
ويصادف الاثنين، اليوم العالمي للغة العربية، الذي يحتفل به في 18 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، لكونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190، والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.