نجح الجراحون من مستشفى ابن سينا بجامعة أنقرة في إجراء أول عمليتي جراحة دماغيتين في العالم باستخدام التدخل الآلي عبر الجمجمة، على الأنسجة الدقيقة داخلها باستخدام روبوت دافنشي.
وتم إجراء العمليات الجراحية في غرف عمليات مصممة خصيصاً، من قبل الدكتور أوميت إيروغلو عضو هيئة التدريس في جراحة المخ والأعصاب، وبرئاسة الأستاذ الدكتور شكرو جاغلار، رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في كلية الطب في جامعة أنقرة.
وفي حديثه أمام الإعلام حول هذا التطور الكبير، أشار إيروغلو إلى أن فريق جراحة الأعصاب بجامعة أنقرة بدأ عمليات الجراحة الروبوتية وخاصة داخل الفم، منذ خمس سنوات، ومنذ ذلك الحين أجرى عمليات جراحية لعدد من المرضى.
في إشارة إلى أنه في الفترة المذكورة تمت ممارسة الجراحة بمساعدة الروبوت كطريقة في جميع أنحاء العالم، خاصة في أمراض العمود الفقري، قال إيروغلو إن التقنيات المطورة حديثاً بدأت في إزالة القيود فيما يتعلق بالعمليات الجراحية، حيث أصبح الأطباء الذين يستخدمون الأدوات الروبوتية الجديدة قادرين على تحقيق نتائج أفضل.
وأضاف: "بدأنا في استخدام الجراحة الروبوتية في عمليات الدماغ. وبعد فتح الجمجمة بالطريقة الروتينية، بدأنا نستخدم روبوت دافنشي لإجراء الجراحة. وهكذا، نجحنا في تنفيذ أول جراحة دماغية في العالم باستخدام هذه الطريقة".
وقدّم إيروغلو معلومات عن تفاصيل العمليات الجراحية التي أجريت باستخدام روبوت دافنشي، وقال إن إحدى العمليات كانت على الغشاء العنكبوتي في الدماغ والأخرى كانت ورماً قريباً من أنسجة المخ.
وشدد إيروغلو على دقة الأدوات الروبوتية كونها قادرة على القيام بحركات ومناورات أفضل من اليد البشرية، مؤكداً على مزايا جراحات الدماغ بمساعدة الروبوت. وأضاف أن الطريقة المذكورة فعالة في الحالات المناسبة.
وأوضح أن النتيجة الرائدة للجراحة ستُنشر قريباً في إحدى المجلات الدورية الخاصة بجراحة الأعصاب.
وفي إشارة إلى زيادة عدد العمليات الجراحية منذ خمس سنوات وإلى الآن، رأى إيروغلو أن التطور في جراحة الأعصاب سيتحول نحو العمليات الجراحية الهجينة.
وأوضح أن الغرض من تطوير روبوت دافنشي هو العمل على رواد الفضاء أثناء مكوثهم خارج الكوكب، وقال إن تقنية 7G مطلوبة لتنفيذ ذلك.
وأضاف: "المستقبل يتجه نحو هذا الطريق. وقريباً، سيتمكن جراحو تركيا من إجراء عمليات جراحية لمريض في هولندا." موضحاً أنهم يكتبون أطروحةً حول دراسات الجراحة عن بعد، وأن البحث والتطوير قائم في هذا الاتجاه. وأكد أن التكنولوجيا المذكورة تتطلب موارد مالية وبنية تحتية تكنولوجية، وعلّق: "قد لا نكون في هذه المرحلة بعد، لكننا نعمل على بلوغها".
من جانبه أشار الدكتور شكرو جالار إلى أن فرقهم أجرت استعدادات لمدة ساعات قبل الجراحة. وقال "يمكننا أن نسمي هذا النوع من العمليات بجراحة الروبوت الهجينة. وينبغي النظر إلى هذه الطريقة على أنها تكنولوجيا المستقبل".