رحبت أوساط رسمية فلسطينية، الأحد، بقرار المملكة العربية السعودية تعيين أول سفير للسعودية غير مقيم، قنصلاً عاماً في القدس، ورأت القرار استمرارا للموقف السعودي الداعم للقضية الفلسطينية.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف إن القرار السعودي "يشكل دعما لحقوق الشعب الفلسطيني في سبيل الوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس".
وأضاف أبو يوسف، في تصريح لوكالة الأناضول، أن "القرار السعودي يأتي في الاتجاه الصحيح" مشيراً إلى "أهمية تضافر كل جهود دول العالم بما فيها الدول العربية، من أجل دعم الشعب الفلسطيني".
والسبت، قالت الوكالة الرسمية الفلسطينية "وفا"، إن "مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، تسلم نسخة من أوراق اعتماد السفير نايف السديري، سفيراً مفوضاً فوق العادة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لدى دولة فلسطين، قنصلاً عاماً للمملكة في القدس".
وحسب "وفا"، فقد جاء ذلك خلال استقبال الخالدي، السفير نايف السديري، بمقر سفارة دولة فلسطين لدى الأردن.
من جهتها، رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بالقرار السعودي، وقالت إن توقيته "يعكس اهتمام المملكة العربية السعودية الشقيقة بالقضية الفلسطينية باعتبارها إحدى الأسس التي تعتمد عليها سياسة المملكة الخارجية عربياً وإسلامياً ودولياً".
وأضافت، في بيان، أن القرار يشكل "امتداداً لمواقف المملكة العربية السعودية التاريخية والأخوية الداعمة للقضية الفلسطينية وحقوق شعبنا".
وأبدت الخارجية الفلسطينية استعدادها للتعاون الكامل مع السفير السديري لتسهيل قيامه بمهامه الجديدة "من أجل رفعة شأن العرب والمسلمين وتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية المميزة بين المملكة ودولة فلسطين".
بدوره، قال سفير فلسطين لدى السعودية بسام الآغا، إن فلسطين في صلب السياسة السعودية الداخلية والخارجية.
وأضاف في حديثه لإذاعة صوت فلسطين (حكومية) أن اعتماد السفير يعزز التوجه السعودي "وأن السعودية تتعاطى مع فلسطين كدولة".
وتابع أن في القرار "رد قوي وحاسم بأن القدس عاصمة دولة فلسطين، لا كما أعلن الرئيس الأمريكي السابق (في 2017) دونالد ترامب بأن القدس عاصمة دولة الاحتلال".
ورأى الآغا في القرار السعودي "ترسيخاً للعلاقات السياسة الاقتصادية والاجتماعية مع الشعب الفلسطيني".
يشار إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، تعهد في مقابلة مع إذاعة 103fm التابعة لصحيفة "معاريف" العبرية، بثتها صباح الأحد، بعدم السماح لأي دولة بفتح ممثلية دبلوماسية بالقدس الشرقية تكون تابعة للسلطة الفلسطينية.
وقال كوهين: "لم ينسقوا (السعوديون) معنا ولا يحتاجون إلى التنسيق معنا، لن نسمح بفتح أي ممثلية دبلوماسية للفلسطينيين بشكل فعلي من نوع أو آخر بالقدس".
واعتبر أن الخطوة التي أقدم عليها السعوديون هي "بمثابة رسالة للفلسطينيين بأنهم لم ينسوهم على خلفية التقدم في مفاوضات التطبيع" بين الرياض وتل أبيب، مضيفا "لا نسمح للدول بفتح قنصليات (بالقدس) هذا لا يناسبنا".
ولم تصدر السعودية تعقيباً رسمياً على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي حتى الساعة 12:00 (ت.غ).
وهذه أول مرة تعين فيها السعودية سفيراً لها لدى دولة فلسطين، علما أنه كان للمملكة قنصلية عامة في القدس، لكنها أغلقت مع احتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 حيث كانت الضفة بما فيها القدس الشرقية، تخضع لإدارة أردنية آنذاك.