جنازات حاشدة في إيران لعناصر قتلوا في سوريا دعماً لنظام بشار

وكالة الأنباء الفرنسية
إسطنبول
نشر في 04.08.2022 22:22
جانب من الجنائز التي جرت في عدة مدن الفرنسية جانب من الجنائز التي جرت في عدة مدن (الفرنسية)

غصت شوارع طهران اليوم الخميس بمشيعي جنازات عدد من الضباط الإيرانيين الذين قتلوا في سوريا، في دليل علني على الكلفة البشرية لانخراط إيران في قمع الشعب السوري.

تم اكتشاف رفات عناصر الحرس الثوري الإيراني مؤخرا في قرية خان طومان الواقعة على بعد نحو 15 كيلومترا إلى الجنوب من حلب أكبر مدن سوريا والتي كانت لسنوات الجبهة الأهم في الحرب.

كشف الحرس الثوري عن هويات عناصره الخمسة، إلا أنه لم يسهب في التفاصيل عن مقتلهم باستثناء الجنرال عبد الله إسكندري الذي أصبح يعرف باسم "الجنرال مقطوع الرأس" بعد اعتقاله وذبحه في مايو/أيار 2014.

جرت استعادة الرفات بعد عملية طويلة وتحليل الحمض النووي (دي إن إيه).

زادت إيران مؤخرا من اعترافها بسقوط ضحايا منذ تدخلها لإنقاذ بشار الأسد، في وجود بري تزامن مع الحملة الجوية الروسية وساعد الأسد على استعادة السيطرة على معظم أنحاء البلاد.

ورغم أن إيران اعترفت فقط بأن قواتها لعبت دورا استشاريا، لقي عشرات الجنود الإيرانيين مصرعهم في سوريا.

خرجت عدة جنازات في جميع أنحاء البلاد هذا الأسبوع ابتداء من يوم الإثنين في مدينة مشهد الواقعة شمال شرقي البلاد قبل أن تتجه جنوبا، لتعيد رفات كل ضابط إلى مسقط رأسه من أجل دفنه.

وفي الأثناء، لوح آلاف الأشخاص الذين تجمعوا في شوارع طهران مساء الخميس بالرايات الحمراء لإحياء ذكرى عاشوراء، ورددوا هتافات مثل "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل".

وفي معرض كلمة ألقاها قائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي أشاد بعودة رفات المقاتلين وبقاء الأسد.

وأضاف قائلا "أردنا بقاء النظام إلا أن الولايات المتحدة وأوروبا والعالم العربي لم يرغبوا في ذلك. والآن انظروا من بقي في البلد".

من ناحية أخرى، قالت وزارة الاستخبارات الإيرانية إن السلطات ألقت القبض على 10 أشخاص للاشتباه في صلتهم بداعش والتخطيط لشن هجمات في عدة مواقع بأرجاء إيران خلال مسيرات عاشوراء المقررة الأسبوع المقبل.

وأضافت الوزارة أن اثنين من عملائها أصيبا في تبادل لإطلاق النار مع المسلحين المشتبه بهم جنوب وغرب البلاد.

يشار إلى أن الشيعة في إيران يبجلون موتاهم، لا سيما "الشهداء" الذين يلقون مصرعهم في معارك. ولهذا تعد جنازات عناصر الحرس الثوري سبيلا لقياس الرأي العام ولحشد الدعم للنظام الديني الحاكم في وقت أزمات سياسية واقتصادية بالبلاد.

في الوقت نفسه، يعاني الاقتصاد الإيراني تحت وطأة عقوبات مكبلة فرضت عليه بعد سحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بلاده من الاتفاق النووي، الذي خفف عن طهران العقوبات مقابل فرض قيود مشددة على برنامجها النووي.

ومع ارتفاع معدل التضخم ووصوله لمستويات جديدة وتزايد اليأس من تدهور أوضاع المعيشة، سعى المتشددون في إيران لتعزيز الأيديولوجية القومية.

فخلال ربيع هذا العام نظمت السلطات عروضا لأغنية جديدة بعنوان "أهلا ياقائد!" وقام فيها أطفال المدارس في أنحاء البلاد بتوجيه التحية للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.