السعودية تشهد احتفالات خجولة برأس السنة الجديدة

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 02.01.2020 16:16
مهرجان للموسيقى في الرياض الفرنسية مهرجان للموسيقى في الرياض (الفرنسية)

شهدت العاصمة السعودية الرياض احتفالا نادرا ببداية العام الجديد هو الأول في تاريخ المملكة، ما أثار وابلًا من الانتقادات رغم حديث عن منع رسمي للاحتفال في البلد المحافظ.

وقبل نحو أسبوع من نهاية العام، تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي بالسعودية، جدول فعاليات ترفيهية تقام في الرياض احتفالًا بالعام الجديد، رغم أن أوساطا دينية لا تزال تعتبر تلك الاحتفالات "حرام شرعًا".

وشمل الإعلان إقامة حفل بمناسبة رأس السنة الميلادية يشمل عروض ألعاب نارية و"دي جي" مع العد التنازلي للعام الجديد بالعاصمة السعودية الرياض.

قبل أن تتدخل هيئة الترفيه السعودية، رسميا في بيان الجمعة، وتقول إن الشركة المنظمة لم تحصل على ترخيص لإقامة الحفل في مركز ملهم في مدينة الرياض، مؤكدة أنه تم منع المنظم واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه.

وجاء الإعلان عن احتفالات الرياض، مع تحفظ سعودي معتاد ومكرر عادة ما يصفها بـ"البدعة المحرمة شرعا" وفق شيوخ وعلماء دين بارزين.

واستبق عادل الكلباني، إمام الحرم المكي السابق، لحظات العام الجديد بوقت قصير بنشر مقطع مصور حول التهنئة بعام سعيد، عبر حسابه بتويتر.

وقال: "الليلة الكثيرين بقولوا هابي نيو يير "سنة سعيدة"، ما أدري السبب يعني إلى أي حد وصلنا في التقليد والانقياد، أنا اسأل بغض النظر عن كونه حرام أو حلال بغض النظر عن كونه تشبه أو غير تشبه، الآن أين الفرق، اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء".

وأضاف: "أي مستند تستند عليه أن السنة القادمة تختلف عن السنة الماضية؟ وما استفادتنا من الاحتفال بالأعوام الماضية؟ ما استفدنا شيء. لا شيء جديد".

وعاب حساب "فارس آل عيد" على الاحتفالات السعودية، معلقًا: "التقليد الأعمى هو سبب انجراف أبناء وبنات المسلمين خلف تلك التقاليد التي لا أصل لها في الإسلام ومن البدع".

فيما طالب حساب آخر يدعى خالد: "مولانا ولي العهد السعودي.. أرى والرأي لمقامكم الكريم الناس لا تهنيء بالسنة الجديدة، بل تتمنى أن تكون سنة سعيدة وفيها الخير".

وقال حساب بدر إبراهيم الرفيّق: "بداية السنة فرصة لمحاسبة النفس وتقييم الموقف وتجديد الأمنيات وتعزيز الإيجابية.. الاحتفال نقص عقل".

وأوضح حساب أحمد الطيب رمزية الاحتفال بعام جديد، قائلًا "بعيدًا عن تقليد وما أدراك، أنها وسيلة يقنع فيها الإنسان عقله الباطن إنها سنة تغيير، إنها صفحة جديدة، إنها بداية من نقطة الصفر المكررة".

غير أنه مع لحظات انطلاق العام الجديد، اختلف الأمر قليلا، إذ لمعت سماء الرياض، بالألعاب النارية ومظاهر الاحتفال بالمملكة.

ووثق تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية، عبر حسابه في تويتر، ذلك الاحتفاء بمقاطع مصورة تظهر الألعاب النارية التي شهدتها سماء العاصمة، الرياض، مع بداية العام الجديد 2020.

ونقل إعلام سعودي، تلك المظاهر مصورة الاحتفاء الذي أظهر عبارة عام جديد سعيد في السماء وسط أعداد كبيرة من السعودية تترقب لحظات العام الجديد.

وأثار هذا الإعلان حفيظة المجتمع السعودي الذي لا يزال يحبو في مجال الترفيه والفنون، لا سيما بين شخصيات دينية بارزة اعتادت تحريم مثل هذه الاحتفالات.

وانقسم متفاعلون عبر منصات التواصل الاجتماعي، بين الإنكار والتأكيد، إذ استنكر فريق إقامة احتفالات في المملكة، فيما أكد آخرون إقدام السعوديين على تلك الخطوة.

ومؤخرا تواترت فتاوى دينية منسوبة لعلماء دين سعوديين في عدة أوقات سابقة، أبرزهم عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، صالح الفوزان، تقضي بتحريم الاحتفال برأس السنة الميلادية وتعتبرها "بدعة".

ونشر الحساب الرسمي لهيئة الترفيه السعودية، قبل أيام، إعلانات عن حفلات لنجوم الغناء والفن خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من 2019، أبرزهم المطرب السعودي الشهير محمد عبده، وعرض مسرحي للممثل الكوميدي السعودي ناصر القصبي، إضافة إلى عروض مائية تقام لأول مرة في الرياض.

والسبت، قالت السعودية إنها منعت إقامة احتفال برأس السنة الميلادية في الرياض، مؤكدة أنها أحالت الأمر للتحقيق، ردًا على تداول نشطاء على نطاق واسع، إعلانا عن أول حفل كريسماس في تاريخ السعودية بأحد مراكز العاصمة.

ونفت هيئة الترفيه السعودية، في بيان آنذاك، صحة ما تردد بشأن تنظيم شركة "بلاتينيوم ليست" أولى الفعاليات الفنية في المملكة بمناسبة الاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية 2020.

وقالت الهيئة "إن الشركة المنظمة لم تحصل على ترخيص لإقامة الحفل في مركز ملهم في مدينة الرياض"، مؤكدة أنه "تم منع المنظم واتخاذ الإجراءات النظامية معه".

وتشهد السعودية منذ تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، وتحت ما يسمى بالرؤية الإصلاحية مظاهر تعتبر كسرا للقيود التي عاشتها المملكة لعقود طويلة.